عبد المجيد قاسم يتسائل: لماذا توكل كرمان؟

الكاتب السوري عبد المجيد قاسم كتب على مجموعة مدارات كردية في الفايسبوك :

بعد قرار شركة “فيسبوك”، الأربعاء 6/5/2020، باختيار النّاشطة اليمنيّة “توكّل كرمان”، كأحد أعضاء “مجلس الإشراف العالمي لمحتوى موقع فيسبوك وتطبيق إنستغرام”، المكلَّف بتحديد شكل المحتوى، والبت في المضمون الخلافي على هذين الموقعين، وما يرتبط بهما، إلى جانب شخصيات متنوّعة من بعض الدول والمهن واللغات، أي اختيارها ضمن قائمة الشخصيات التي سيخوَّل لها اتخاذ قرارات مهمة بشأن ما يُسمح به أو يلزم بإزالته، بعد هذا القرار المثير للجدل، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي العربية تحديداً، موجة كبيرة من الرفض والغضب، وحملات الاستنكار والاستهجان، وأُثير العديد من الاستياء وعلامات الاستفهام، وذلك بسبب مواقف (كرمان) السياسية، وسجلّها الحافل بالتحريض على العنف، وقربها من تنظيم الإخوان، المصنّف كتنظيم “إرهابي” في عدد من الدول، حيث أطلق السياسيون والنشطاء، هشتاج باللغة الإنجليزية (NoTawakkolKarman# )، قائلين بضيق الأفق لديها، وحظرها لعشرات النشطاء، ممن تختلف مع آرائهم السياسية، على صفحتها الشخصية.

وقد كتبت كرمان، بعد هذا القرار على حسابها بموقع تويتر: “يسعدني الانضمام إلى مجلس الإشراف العالمي لمحتوى Facebook و Instagram . لم يعد احتكار الحكومات لوسائل الإعلام والمعلومات ممكناً بفضل منصات التواصل الاجتماعي، أنضم إلى مجلس الإشراف للمساعدة في حماية وتمكين أصوات الناس والدفاع عن حرية التعبير”.

وقد جاءت بعض الشهادات حول هذا الاختيار الغير موفق، بحسب العربية.نت، كالتالي: السياسي اليمني، أحمد سعيد الوافي، اعتبر ترشيح كرمان جزءاً من مهام الاستخبارات الدولية الراعية لجماعة الإخوان وسياسة التمكين للقيادات الليبرالية للجماعة لخدمة الأجندات الدولية، وأوضح في منشور على صفحته بـ”فيسبوك”، أن هناك رائدات يمنيات يفقن توكل، قدرة ونشاطاً واتزاناً، لكنهن لسن ضمن المخطط، وهي الحقيقة الموجعة.

وعلَّق الناشط اليمني كامل الخوداني ساخراً: بأن اختيار كرمان مشرفاً على محتوى “فيسبوك” أجبره على دخول حسابه لنسخ صوره ومقالاته كونه يتخوف من أن يكون اسمه ضمن قائمة حسابات قد تبلّغ عنهم كرمان، وتابع الخوداني قائلاً: “اختيار كرمان كارثة.. إنها تحظر نصف اليمنيين، ولا تتقبَّل النقد أو الرأي، وتخدم أجندة ومشروعاً معيناً”، وأوضح على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “بصفتي يمنياً وكون توكل كرمان لا تتقبل آراء الآخرين، وليست مستقلة أرفض وجودها بمجلس حكماء فيسبوك”.

كما كتب أحد النشطاء على موقع تويتر، بحسب سكاي نيوز عربية: “فيسبوك عمل لجنة أخلاقيات عليا، عيَّن فيها مدام توكل للإشراف علي المنشورات التي تخص منطقتنا، هذا معناه إعطاء إشراف على فيسبوك مصر للإخوان مباشرة”. وانتشر وسم “أرفض الإرهابية توكل كرمان أن تكون من حكماء فيسبوك” على موقع تويتر، واستخدمه الكثيرين لإبداء استيائهم من قرار فيسبوك الغريب.

وكتب أحد مستخدمي تويتر: “بعد ضم توكل إلى مجلس الإشراف العالمي لمحتوى فيسبوك وإنستغرام، لم يبقَ سوى ضم عبدالملك الحوثي لمنظمة العفو الدولية “. وكتب آخر: “لم أكن يوماً من مستخدمي الفيسبوك -لم يرق لي – ولكن ما هي مؤهلات كرمان لتحظى بموقع كهذا، وماذا قدمت لقضية بلدها اليمن التي يعبث بها الحوثي، وما هي المعايير التي جعلت من هذه البائسه من (الحكماء)؟؟ هي فرصة لحذف الفيسبوك من جهازي”. وقال مستخدم آخر: “كرمان تنتمى لتنظيم الإخوان الإرهابي، وتدافع عن كل ما هو إرهابي”.

وقد نشر موقع (سكاي نيوز عربية) نبذة عن تاريخ كرمان، كالتالي:
كانت عضواً بارزاً في حزب التجمع اليمني للإصلاح، وهو الذراع اليمني لتنظيم الإخوان، ولا تزال أراؤها تعكس توجهها السياسي، وسبق لكرمان أن اتخذت مواقف داعمة للإخوان في مصر، ومناهضة للتحالف العربي في اليمن، والذي يقاتل من أجل دعم الحكومة الشرعية للبلاد، لاستعادة السلطة من الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران. لكن المثير للجدل هو الموقف الغريب الذي اتخذته بعد اغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح على أيدي ميليشيا الحوثي الإنقلابية في الرابع من ديسمبر عام 2017، وكتبت كرمان حينها على تويتر قائلة:”نهاية مؤسفة للمخلوع علي صالح، ما كنا في الثورة السلمية نتمناها له على هذا النحو، لكن أحاطت به خطيئته، وذاق وبال أمره”. ولم تندد الحاصلة على جائزة نوبل للسلام باغتيال صالح، كونه عملاً خارج على القانون وجريمة، وهو ما أثار جدلاً كبيراً حينها.

وجاءت التعليقات المعارضة لتعيين كرمان، لتلفت النظر إلى أنّ إدارة فيسبوك تجهل طبيعة الواقع السياسي والاجتماعي العربي في اختيار كرمان ضمن لجنة الحكماء، هذا ولم يصدر فيسبوك بياناً للتعليق على هذا الجدل الواسع، كما لم يبين أسباب اختيار كرمان لشغل هذا الموقع الحساس في منطقة تموج بالصراعات والاستقطاب السياسي.

https://kalamfisyassa.com

اترك رد