لست لصّا
لست لصا
……………
كم اشعر بالعار والإهانة ، حينما اتذكر ذلك المشهد الذي انا بطله. إنه لمن المعيب حقا ان اقول لكم ما حدث معي . إن الالم يعتصر قلبي . كيف حصل هذا فلست ادري . لقد فعلت وكفى . ربما انا مريض نفسي او على الاغلب ، إنني كذلك . ماذا يمكن ان يطلق علماء النفس على حالتي . فالندم لازمني فترة طويلة ومازال إلى الآن . لقد عجزت تماما عن نسيان الامر. عندما اتذكر مواجهتي لذلك الشاب المستند على عكازيه ، ومحاولتي الانقضاض عليه ، وسرقة محفظته ، وما تلا هذه الحالة من غرابة من فعله تجاهي . فهو لم يقاوم ، او يصرخ طلبا للنجدة ، لقد قال لي بعد ان بطحته ارضا : لا تظهر للناس انك لص يريد سرقة عاجز. ارجوك انهضني بهدوء ، وحاول ان تبتسم لي عندها . وفعلت ما قاله لي. خجلت كثيرا من نفسي وقتها ، واردت ان اذهب ، بعد ان قدمت اعتذاري له ، لكنه اخرج كل المال الذي معه ، واعطاني إياه .. ولم ينته كل شيء هنا ، بل خلع حذاءه أيضا ، وقدمه لي بعد ان رآني حافيا ، وقال لي انا لا احتاجه ، انظر إلى قدمي ، وحين تطلعت إليهما ، بكيت كثيرا ، ثم صفعت وجهي مرارا وتكرارا وانحنيت لأقبل قدميه اللتين كانتا اصطناعيتين لكنه منعني ، وقام بتقبيل راسي بدلا من ذلك . انا لم اكن لصا ، فقط كنت اريد ان آخذ بعض المال لأشتري طعاما لي ولأمي ، هذه كانت كلماتي الأخيرة له ، وغادرني بصمت دون ان يلتفت وراءه.
١٨ ٨ ٢٠٢٠