لقد توفيت
أقسم لكم أنني توفيت يوما كاملا . لقد كنت ممددا على السرير في المستشفى . وكان الطبيب يصعق صدري بالتيار الكهربائي حاول انعاشي لكنه في النهاية بعد محاولات كثيرة لإرجاع النبض هز رأسه وأعلن موتي لأهلي . هل تصدقون إنني شعرت بسعادة لا توصف لمغادرتي هذا العالم البائس ؟ . على كل حال اردت ان انهي وجودي بطلقة في الرأس قبل ان اصاب بالتجلط الدموي الذي أخذ حياتي. حزنت قليلا على بكاء امي ونحيب أبي وعلى حبيبتي التي كانت تأمل بأن اتزوجها يوما ما .سيذكر معارفي فقري الشديد وخروجي من السجن الطويل بتهمة سياسية لفقها لي رجل بعد ان بصقت في وجهه لقرصه امرأة من مؤخراتها المتموجة في الشارع العام.حقا صرت نورا وابتعدت عن الحجر والبشر . وحللت أخيرا في عالم الارواح كنت وافدا جديدا فتلقفني حارس بوابة ذهبية يحمل قلما . سألني عن اسمي .فقلت له اسمي بخجل . دونه في الهواء . ثم دخلت هائما في المكان . من العسير أن تتعرف على احد تعرفه فالجميع متشابهون ولهم نفس الروح التي تشبه شرشفا ابيض نظيفا تماما من اية بقعة سوداء . اشار أحدهم لي وقال ان اتبعه .. وتبعته فدخلنا مكانا مقوسا وملونا بسبعة الوان . ظهر امامنا الرئيس المسؤول عن كل الارواح المحبوسة داخل قوس قزح . وحينما صرنا وحدنا قال لي بغضب :
_ لماذا تريد ان تموت .
_ ألست ميتا ؟
_لا
_ وكيف لا .؟ ارجوك دعني هنا . إن عالمي شرير جدا .
_ لقد حكمنا عليك كي تعود من حيث أتيت .
_ لكن جسدي في القبر.
_سنعيدك إلى هناك لتتعذب اربع عشرين ساعة وستصرخ من الخوف في الغرفة المظلمة .
_ ولماذا تفعل هذا بي . ؟
_ ببساطة لأنني ذلك الشخص الذي بصقت في وجهه يوما ما
وجدت نفسي ادخل في جسدي وزعقت في الظلام كما قال لي المبصوق على وجهه ،حتى بح صوتي إلى ان اخرجني أهلي أثناء زيارتهم لقبري في اليوم التالي من وفاتي.