Home Reactions ماذا يراد بمصر وليبيا معا؟

ماذا يراد بمصر وليبيا معا؟

by محمد الدوسري
0 comments

أثناء أزمة الخليج الأولى،طار الرئيس الشادلي بن جديد، إلى بغداد، مسلحا بالرصيد السياسي والديبلوماسي الذي تركه بومدين- رحمه الله- في الجانبين الإيراني والعراقي، التقى المرحوم صدام الحسين، ولخص له الأمر في كلمة واحدة: أمريكا تدريد سقوطكما معا.

ولأن المؤامرة كانت أكبر من صدق الشاذلي وعواطف، دمرا العراق تدميرا شاملا، والمخطط متواصل مع إيران. اليوم على حدودنا، وفي عمق أمننا القومي تدار رحى حرب ضروس، وقودها أبناء شعب أخ وشقيق، وعرابوها ومشجعوها وداعوما الناتو ومن يدور في فلكهم وأتباعهم من المرتزقة والخونة.

#من_يستطيع إيقاف الحرب الدائرة رحاها في ليبيا الشقيقة، وكل الأمم تلعب على أراضيها طمعا في ثرواتها. في سنة 1977 اندلعت حرب الأيام الأربعة بين مصر، وليبيا، بعد طرد القذافي ل 225000 عامل مصري من ليبيا، بعد مناوشات على الحدود بينهما، تطورت إلى استعمال الطائرات ومختلف الأسلحة.

طار أمير الكويت الحالي، وهو يومئذ وزيرا للخارجية، إلى القاهرة، وبعده الراحل ياسر عرفات، يناشدان الرئيس السادات توقيف الحرب، فرفض رفضا مطلقا توقيف ما سماه تأديب القذافي. ارتدى بومدين برنوسه، وطار إلى الأسكندرية ليلتقي السادات على،ضفاف البحر هناك، ويطلب منه التوقف فورا عن هذه الحرب التي تدور على حدود بلادنا.

يقول السادات في مذكراته، التي نشر منها حزب جبهة التحرير الوطني، هذا الجزء تحت الطابع السري في نشرية داخلية كانت محدودة التوزيع وقد اطلعت عليها شخصيا في وقتها نهاية السبعينيات.

يقول السادات: بعد أن رفضت وساطة الكويت وعرفات، استجبت فورا لطلب بومدين، وأعطيت أوامري للواء عبد الغني الجمسي بالتوقف عن تأديب القذافي، بعد أن كنت أمرته أن يأتيني به القاهرة، وما جعلني استجيب لبومدين هو أنه طلب مني ذلك على نفس الكرسي الذي جلس عليه سنة 1973، وأبلغني أنه سافر إلى الاتحاد السوفيتي، دون علم الشعب الجزائري، وأنه سمعا من السوفيات كلاما لم يعجبه عن مصر. وقال لي: يا محمد إذا كانت أمريكا تريد القضاء عليك مرة واحدة، فإن الاتحاد السوفياتي، يريد القضاء عليك ألف مرة. إن هذا الموقف العربي الأبي لن أنساه لبومدين.

بومدين الذي وضع مطارات وطائرات الجزائر، تحت تصرف جمال عبد الناصر في سنة67 أثناء النكسة، هو نفسه الذي وضع كل إمكانيات الجزائر، وجيشها، تحت تصرف القيادة المصرية، وقطع النفط الجزائري عن الدول المساندة لإسرائيل، ومعه في الطليعة المرحوم الملك فيصل، رغم اختلافهما فكريا، لكن الهم العربي والإسلامي جعل منهما رجلين أخلصا في محبتهما لبعضهما من أجل هذه الأمة. اليوم يراد لنا أن نطمس تاريخنا المشرف مع مصر والسعودية والإمارات، وأن نجعل من تركيا النموذج الإسلامي الملهم، وهي عضو الناتو، والمعترف بإسرائيل. ومن عارض استقلالنا، ولم نر منه موقفا خلال أزمتنا في العشرية السوداء مثلما وجدناه ماديا ومعنويا مع الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله، يوم تخلى عنا الجميع. ساذج من يقول أن تركيا تتحرك في سوريا وتعربد فيها، دون إيحاء أمريكي وتعاون إسرائيلي. وما معنى أن توحي لشركاتها هذه الأيام بالأراضي الصحراوية.

لست خبيرا استراتجيا ولا محللا سياسيا، وإنما متابع للأحداث ليس إلا وناظر لها من وجهة النظر الوطنية. ماذا سيقول عشاق تركيا لو أن القيادة في الجزائر قررت ومن منطلق المصالح الوطنية فتح نافذة مع إسرائيل بعد أن امتددت لها كل الأيادي العربية دون استثناء؟ طبعا سوف تنعت هذه القيادة بالمرتدة والكافرة والعملية، وسوف تلتهب الملاعب، وتتهاطل بيانات التنديد والتهديد، لأنها مست بمقدس نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة.

حين أقول كل هذا لا يعني من أنصار السياسة السعودية ولا الإماراتية، ولكنني أرى في تواجد فرنسا وأمريكا وتركيا على حدودنا، رائحة طبخة أن لم نأكل منها اليوم سوف نأكل منها غدا، إذا لم تتعزز جبهتنا الداخلية، ونتصدى لكل مؤامرات الفتنة والتفتيت التي تراد بنا، وقد أصبحنا أكبر بلد في إفريقيا، بعد أن قسم السودان، واعترف الضلع الأعوج الذي خرج منه بإسرائيل.

قد يكون هذا تشخيص سطحي، ومعرفة غير دقيقة، لكنها بالتأكيد وجهة نظر مما طفح على السطح والله أعلم بالسرائر والدسائس، وكذلك من معلومات قديمة استقيتها بمحض الصدفة من قامات ضالعة في السياسة والأمن، ومنها ما حدثني عنه الراحل قاصدي مرباح، وهو يحدثني عن دور الجزائر المحوري في الجوار، وكيف أجهضوا مؤامرة كبرى كانت تستهدف الجنوب في السبعينيات، وقال لي حرفيا: ماذا تنتظر، إذا طاح الفرد يكثروا سكاكينوا. وأشياء أخرى تنم عن فهم الرجل وتمرسه، أشياء أراها اليوم على مسرح الأحداث تنبأ بها قبل حدوثها. ولا ننسى الهجوم على تنقنتورين جاء من حدود ليبيا. جمع الله كلمة اللبيين وهداهم إلى كلمة سواء، ليحلوا مشاكلهم بعيدا عن كل الأيادي الأجنبية التي لا يهمها سوى بترول ليبيا وكفى.

You may also like

Leave a Comment

Soledad is the Best Newspaper and Magazine WordPress Theme with tons of options and demos ready to import. This theme is perfect for blogs and excellent for online stores, news, magazine or review sites.

Editors' Picks

Latest Posts

u00a92022 Soledad, A Media Company – All Right Reserved. Designed and Developed by PenciDesign