Home أخبار وتقارير محدودية الوعي السوري وصلت به للقاع الحالي

محدودية الوعي السوري وصلت به للقاع الحالي

0 comments

ثمة بديهيات تتعامل بها الإنسان حينما تحل كارثة أو مشكلة ما ، للخروج بنفسه بأقل تكلفة بشرية كانت أو مادية ، هذه البديهات هي الأخذ بالحكمة والرأي السديد في التعامل الصائب  مع مجريات الكارثة وتطويقها بالشكل الذي ينهيها من أرضها دون أن يخلف الكثير من الترسبات التي من شأنها التأثير على المستقبل. 

والتاريخ البشري حافلٌ بالأمثلة والادّلة ، أثبتت بأن الشعب الذي  لا يحتال للأمر قبل الوقوع فيه يدفع ثمناً غالياً , ليلمس حياته وكرامته وأرضه وعِرضه.. والأمثلة لا ينضب معينها , تتحدث عن شعوب استسلمت للدعة و ركنت إلى الراحة فداستها عجلة التاريخ وطواها الزمن و غدت كعكة مقسمةً بين أيدي الناهبين ولقمة سائغة في فم الأقوياء والمتسلطين. 

أوروبا عانت الأمرين  خلال الحروب التي حصلت فيها تحت مسميات عدة مزقت وتدمّرت عن بُكرةِ أبيها ولكنها أبت أن تبقى في دوامة الدم وبفترة وجيزة نفضت عنها آثار الحرب ووصلت إلى مانراه اليوم من حضارة وحرية ونعيم كل هذه  بفضل فكر ووعي أبنائها وبفضل مفكريها ومثقفيها ،شاركوا معاً بكل تفاني وايماناً منهم بحب الوطن  ، بعيد عن الأديان التي كانت السبب الرئيسي في نشوب الحروب فيها. 

اليوم سوريا أيضًا ممزقة وأضحت حطاماً نتيجة الصراع عليها بين عدّة قوة ولكن وضعها مختلف تماماً عن وضع أوروبا الذي تطرقنا إليه سابقاً لأن  الشعب السوري بغالبيته يعاني من الوعي الكافي ليتمكن من تجاوز محنته اسوةً بأوروبا ، أو بالأحرى يتلقى صيغ ووصفات جاهزة ويُحشد افكار غريبة في دماغه ليكون بعيداً عن واقعه ومآلاته ، هذا الشعب لو أعاد ترتيب ذاته من جديد وبِعقلية جديدة وفكر ووعي  مناسبين  للمرحلة الراهنة لتمكّن من إنقاذ ذاته وإعادة بلاده إلى ماكانت عليه وأفضل. 

الاستمرار في الهرولة خلف التعصب المنغلق الباليِ والتعنت يعني الانتحار الجمعي وتدمير ماتبقى من سوريا…

جادة الصواب واضحة والإنسان الواعي يدرك تماماً ماله وماعليه وسنوات الحرب السورية كفيلة بفرّز الصالح من الطالح وكانت بمثابة مرآة عكست صورة الجميع على خلاف انتمائاتهم ، وأوضحت الصورة بشكل دقيق للسوريّ والعالم بأن مسألة تسليم سوريا لأصحاب الذقون الراديكالية أمر خطير للغاية وسوريا يجب أن تكون علمانية حقوق الجميع فيها مصانة وفق القانون والأنظمة الحضارية وهذه النقطة متوقفة بالدرجة الأولى على مدى وعي الإنسان السورية وتفهمه لواقعه بحنكة وذكاء دون تعصب وتمييز ليكون هذا البلاد مثالاً للعيش المشترك بين جميع مكوناته واقوامه. 

You may also like

Leave a Comment

Soledad is the Best Newspaper and Magazine WordPress Theme with tons of options and demos ready to import. This theme is perfect for blogs and excellent for online stores, news, magazine or review sites.

Editors' Picks

Latest Posts

u00a92022 Soledad, A Media Company – All Right Reserved. Designed and Developed by PenciDesign