مظلوم عبدي يتحدث للشرق الأوسط الديمقراطي عن الثورة والمعارضة وسبل الحوار معها
في الثورة والسلطة والهوية والحزب
مظلوم عبدي
الثورة والمعارضة السوريّة
نحنُ لسنا ضد أيّ طيف من أطياف المعارضة في الجوهر، ولن نقف ضد أيّ طيف أو قسم من المعارضة يهدف إلى إجراء التغيير المطلوب في البلاد، ولم نقل بعد قولنا الفصل بحقّ أيّ طيف من أطياف المعارضة مهما كانت، كما أن أبواب التحاور مشرعة أمام أي كان دون استثناء من أطياف المعارضة وتوجهاتها، كما أن أبوابنا مفتوحة أمام المعارضة الداخلية، وكذلك المعارضة الخارجية. لكن لدينا شروطنا، ومبادؤنا لعقد العلاقة مع أي منها، الشرط الأساسي هو القضية الكردية، والشرط الثاني هو بناء نظام ديمقراطي بالسبل السلمية، وبالاعتماد على القوى الشعبية دون الاعتماد على الخارج. لكن في الوقت الراهن نرى أنّ المعارضة الموجودة في أنقرة لا تقبل الاعتراف بالحقوق القومية الكردية، ليس فقط في سوريا وشمالها، وإنما في تركيا أيضاً، انطلاقاً من مصالحها، وبهدف كسب الرضى التركي، كما أنّها تتّهمنا بـ(الإرهابيين) وتندّد بكلّ عمل دفاعي نقوم به تجاه الجيش التركي، وتسميها بـ(العمليات الإرهابية). فهذه المعارضة تتحدّث عن الحرية من جهة، وفي الوقت نفسه تتهجم على النضال الكردي لأجل الحرية، وتستكثر على الشعب الكردي التمتّع بحريته، فمن جهة تزعم بأنّها ضد القمع والاضطهاد والظلم، لكنّها في الوقت ذاته تمدح القمع التركي تجاه شعبنا، وتقف مساندة له، لذلك فمن غير الممكن أن نقبل معارضة بهذا الشكل، معارضة تتبنى المنطق الميكافيلي في النظر إلى الأمور، فهي ترى كلّ السبل والطرق مباحة لأجل إسقاط هذا النظام، ولا يهمها إن تدخلت الدول الخارجية، أو سفكت الدماء في البلاد، أو راح الآلاف من الضحايا من الأبرياء، لذلك لطالما لم تصحح المعارضة الخارجية المنضوية تحت جناح المجلس الوطني مواقفها في هذين النقطتين فلن نقبل بها، طبعاً هذا لا يعني بأنّنا لن نحاورها، فحوارنا سيكون مستمراً، لكننا سنكون ضد مواقفها السلبية.