من أجل حرفين
…………
حكموا علي بالإعدام من أجل حرفين لا غير . صدقوا أن هذا الأمر قد حدث. تصورا معي حين يعتاد المرء شيئا وهو صغير. ربما من سوء حظي أنني اعيش في مجتمع يطلق الرصاص ابتهاجا في الافراح وفي الأحزان . كيف يمكن عندها أن أستمر في الرضى لما يحدث.؟ سأخبركم حقيقة نفسي التي قد تتشابه مع آخرين بالتأكيد . وما حصل لي هو من وفرة مخزوني من الأحداث التي عشتها صغيرا . فهل يعقل ان يحكم علي بالموت من أجل هذا . كان عليهم شطب تلك الكلمة من المعاجم والأدبيات الإنسانية .. قبل ان يصدروا حكمهم النهائي. ماذا أفعل الآن .؟ قولوا لي ارجوكم . ما زلت شابا عاشقا للحياة ، ومؤمنا بالدم الجديد . أيعقل ان ينتهي دوري هنا .؟ فانا لم أرفع بندقية في وجه احد ،ولم أسرق لقمة احد ولم اخن او ازني او ارفض وجود الله .فلماذا فعلوا ما فعلوه . حقا من المؤلم ان اعيش هذه اللحظات الآن قبل الإعدام .انني ابكي لان عدو الإنسان هو الإنسان ذاته .. وليس شيئا آخر . عليكم ايها الذين اكتب اليهم هذه الكلمات الأخيرة ، ان تحرصوا على محبة الآخر.. وألا تكونوا انانيين في القضاء على حياة إنسان فقط ، لأنه قال لكم بصوت عال ومجروح من الظلم : لا .. كما قلت انا لذلك الشخص الذين يعلوني في الرتبة العسكرية : لا .. عندما طلب مني ان اطلق الرصاص على شخص كان يقول له دائما: لا.
من أجل حرفين
4