من اجل حلم!
من اجل حلم !
………
انا الان على المنصة ، وراسي داخل تجويف خشبي ، وامامي نطع عليه أثار دماء . السياف على يميني، وامامي رجل ملتح يرتدي عمامة ، وفي فمه صفارة. يداي مربوطتان إلى الخلف، وحنجرتي تفح بهدوء مثل أفعى . اتذكر أنني كنت احلم ، حينما دخل رجال الشرطة إلى حلمي واعتقلوني .لكن من الغريب ان يعرفوا انني كنت احلم بذلك الحلم الذي جعلهم يستنفرون تلك الليلة. ادركت الحقيقة متأخرا ، فقد كان علي أن اتحكم بأحلامي ، وان اديرها بعقلي حتى أثناء نومي . فللنائم حراس امن يقتفون اثر أحلامه السرية . يا للخسارة انه الحلم الوحيد الذي استمتعت بوقائعه واحداثه الشيقة ، وتكلمت بصوت عال أمام جموع غفيرة . ربما من اجل هذا ، اقتحم الرجال حلمي ، وعرفوا بماذا كنت أفكر . لقد ندمت في النهاية على ما فعلت ، لكن الندم لم ينفع في تأجيل موتي . لقد حكم علي بقطع رأسي امام تلك الجموع التي كنت اخطب بهم في حلمي ، وادعوهم لليقظة والثورة على الذين كانوا يسرقون احلامهم الجميلة باستمرار. أنهم امامي الآن في الحقيقة . طلبت منهم ان يساعدوني . كانوا أفي صفوف منتظمة وكأنهم في عرض عسكري . لم يتحرك احد منهم . ولم تظهر على وجوههم تعابير الحزن والشفقة علي .بدوا مثل تماثيل حجرية لا حياة فيها. انطلقت صفارة الرجل الملتحي ، وهوى السيف على رقبتي بسرعة البرق وانتهى كل شيء.. ثم استيقظت.