كنت مع احد الزملاء من جسر الشغور اعلم في احدى قرى القامشلي، وكنا نسكن سوية في غرفة في المدرسة جهزها لنا اهل القرية الكرام. وصدف ان دعا صديقا له كان يعلم في دير الزور . وقداستوطن ضيفنا الغرفة مدة ثلاثة ايام او بالاحرى احتلها كليا، مما دفعني في احدى المرات للنوم على سطح المدرسة حيث لسعات الحشرات .صديقنا كان ينهض ليلا مع المضيف ليصليان . ويتحدثان في الدين . مرة نكزني بقدمه وقد اعتقدني نائما وقال ضاحكا وكان يعرف إنني مسيحي : قم صل معنا ،قد يقبل الله دخولك الجنة ،فنهضت قائلا الله يعرف تماما المؤمن الذي يستحق دخول دياره . لعلمكم ،صديقنا هذا ذهب للقتال والجهاد في العراق ايام محاولة اسقاط صدام ، ونسي نفسه هناك منذ ذلك الوقت.
…………….
2-7-2012
عرفني سائق السيارة على نفسه ،م.عودة
أهلا وسهلا .وأنا :م .ديب
دخلنا شوراع فرعية ،وكان السائق يسأل المتواجدين في تلك الامكنة عن الطرق الآمنة. من بعيد رأيت شبانا يحملون سلاحا فقلت في نفسي : قد تكون هذه نهايتي .
الكثير من الشباب سألوه: إلى أين أنت ذاهب ،فقال : سنأخذ الاستاذ إلى حارة الزهراء .
في محطة أخرى ،وشوشه أحدهم بشيء ما . وقبل أن نذهب طلب منه أن ينتبه إلي ، وقد استغربت من هذا الطلب .
بعد فترة قليلة قطعنا تلك الحارة ، ذات الأبنية القديمة المتلاصقة ، حتى وصلنا إلى حاجز للجيش ، لم أر جنودا ،فقد كانوا داخل عرباتهم المصفحة .
السائق نفخ أنفاسا حارة ، و قال : هل تعرف بماذا وشوشني ذلك الشاب .؟
بماذا .؟
ألا أخبر أحدا أننا ذاهبان لمنطقة الزهراء . نظر إلي بشرود وتابع: فهمك كفاية .
حينما وصلنا إلى حارتنا ، نقدته ضعفي ما أراده ، وقلت له :قل للشاب عندما تجده مرة أخرى :
أنا من سورية ، وكل مكان أذهب إليه هو قطعة من قلبها .
صافحني بقوة وغادر ،وهو يطلق زمور سيارته.
……………………..
في صغري أتذكر حملي تنكة مملوءة بعصافير “المصري” اصطادها أبي بطوافيح من حجر موزعة في حقل الذرا البيضاء .ذلك الحدث ذكرني به فرخ وقع من على السطح بينما أمه كانت تعلمه الطيران . لقد سقط أمام قدمي فأمسكته ثم رميته لأعلى فطار تلاحقه زقزقات أمه الخائفة . مازلت أشعر أن رأسي يطفح بعصافير ميتة أحملها منذعشرين سنة وأكثر.