نقاط الخلاف في مفاوضات القوى الكردية و سبل معالجتها
نقاط الخلاف بين القوى الكردية التي تسعى إلى التقارب والوحدة ،أُجّل النقاش فيها إلى الجولة الثانية من المفاوضات، الأمر الذي جعل الشارع الكردي يترقب النتائج وهو مرتاب بشأن الوحدة المزعومة بين هذه القوى الكردية ونذكر لكم أبرز نقاط الخلاف :
* وجود قوتين عسكريتين في مناطق الإدارة الذاتية ، و عدم قبول المجلس الوطني الكردي بانخراط بشمركة روج ضمن صفوف قوات سورية الديمقراطية.
* مطلوب من Pyd فك ارتباطه مع حزب العمال الكردستاني ، وبالمقابل مطلوب من المجلس فك ارتباطه مع الإئتلاف السوري المعارض الذي دخل غازيا إلى المدن الكردية على رأس الدبابات التركية .
* حلّ الإدارة الذاتية بكل مؤسساتها وتشكيل ادارة جديدة مشتركة من الطرفين .
* ملف معتقلي الرأي والإفراج عنهم من قبل الإدارة الذاتية .
بالطبع هذه أبرز نقاط الخلاف وليس معظمها فإن استطاعت هذه القوى في تجاوزها ،نستطيع القول بأن وجهات النظر قد تقاربت من بعضها بنسبة ٩٠%.
ولكن حين ننظر إلى المشهد من زاوية حيادية وبعيدا عن العاطفة ،سنجد أن الشارع الكردي ضد تشكيل قوتين عسكريتين في مناطقها وخاصة تجربة إقليم كردستان مثال حي و واقعي للجميع وأثبتت فشلها الذريع من ناحية توحيد القرار العسكري والدفاع عن الإقليم نوعا ما ، فإن أرادت هذه القوى الوحدة ستقوم بتشكيل قوة عسكرية جديدة تحت مسمى جديد متفق عليه يضم جميع القوى والتشكيلات العسكرية ، هذا إن أرادوا الوحدة.
و مسألة فك الارتباط فهي مطلوبة من الطرفين كما أشرنا إليه وأساسية في إنجاح الجهود الرامية للوحدة .
أما بخصوص الإدارة ومؤسساتها ،وبغض النظر عن أن هذه الإدارة ثمرة دماء إحدى عشر ألف شهيد ، إلا أن مؤسساتها تفتقر إلى أدنى مستويات العمل المؤسساتي ، وهي أثبتت فشلها في الإدارة و تحتاج إلى إعادة هيكلة و وضع الرجل المناسب في المكان المناسب و فصل السلطات التشريعية عن التنفيذية و وضع قانون مؤسساتي ينظم عملها ويعطي كل ذي حق حقه ، الأمر الذي لا أجده خسارة وطنية بل على العكس يجب إعادة بنائها من جديد لتكون لائقة بدماء الشهداء الذين قضوا في سبيل بنائها .
وفي جميع الأحوال أي تقارب يتم ، يجب على الطرفين تقديم تنازلات و خفض سقف المطالب نزولا عند رغبة الشارع الكردي الذي أصبح وحدة هذه القوى حلماً بالنسبة له مثله مثل حلمه في بناء كردستان .