الصديقان
الصديقان
حينما مددت يدي لأصافحه ،ابتسم لي ثم اخرج مسدسه واطلق علي النار . ولم يكتف بذلك ، بل رقص على جسدي المدمى .. وهو يصرخ كالمجنون : انا الان حر من هلوساته وافعاله وأفكاره المخيبة للآمال . وبعد ها تركني ممددا بين الابنية المهدمة الخالية من البشر ، وذهب وهو يتمايل فرحا . وغبت عن الوعي . ولم اصح.ُ الا في المستشفى . لماذا فعل ذلك فلست أدري؟ ..او بالأحرى توقعت ان يقوم بأذيتي ، ولكن ليس بأطلاق الرصاص علي ومحاولة انهاء حياتي . هل يعقل ان يقوم صديقي الحميم بهذا الفعل الجبان.؟غضبه سطع نتيجة عدم فهم مبداي في الحياة ألا وهو البحث عن مرتكزات الجمال والحب وسط القبح واللاصدق . قلت له هذا الكلام من قبل ، وتجادلنا كثيرا بعدها .هو تقليدي وكاذب ولديه مبدأ :الغاية تبرر الوسيلة .علا صوته وصرخ في وجهي حتى انه قام بصفعي وتعاركنا طويلا إلى ان أعيانا التعب. يا الهي ثلاث رصاصات أفرغها في جسدي ، ونزفت طويلا وكدت افارق الحياة . لكنه عاد بعد ان شعر بالندم فأخذني الى المستشفى . قال لي بعدها : القمر هو الذي جعلني اعود لأنقذك . فلو لم تنقشع الغيوم ويبرق فجأة إمامي على صفحة الماء في البئر الذي اردت ان ارمي نفسي به ، ما عدت اليك أبدا . حقا ، كنت سانهي حياتي بكل بساطة . فأنا لم اتوقف عن البكاء لحظة غادرتك مضرجا بدمائك.
ولكن قل لي : هل من العدل ان تهرب مع زوجتي التي أحبها وانت صديقي. فقلت له ببساطة .ليس علاقة للعدل هنا بالأمر بل بالصدق والمشاعر . وذهب دون أخبر احدا انه هو الذي أطلق الرصاص علي، وإنه رقص فوقي. من اجل زوجته التي تركته حبا بي. ٣
٣٠_ ٨_ ٢٠٢٠