سندويش فلافل
كم اشعر بالعار والإهانة ، حينما اتذكر ذلك المشهد الذي انا بطله. إنه لمن المعيب حقا ان ابوح بالذي حدث معي . إن الالم يعتصر قلبي . كيف حصل هذا فلست ادري ؟ لقد فعلت وكفى ربما انا مريض نفسي او على الاغلب إنني كذلك ، فالأنسان العاقل والسوي لا يمكن ان يفعل ما فعلته . بكل بساطة لقد سرقت سندويشة فلافل من يد أحد الإطفال الذين كانوا يبحثون في القمامة.. ماذا أقول لكم .؟ ان الجوع لا يعرف الرحمة . الطفل القمّام سالت دموعه ، حينما رآني أركض حاملا ما كان بيده. كنت أراقبه وهو يخرج ثمن السندويشة من جيبه المتسخة ..ويعطي باصابعه النحيلة البائع الليرات القليلة. كان طفلا وكنت رجلا فلم يستطع اللحاق بي . فقط صراخه كان يصل إلى سمعي كلما ابتعدت ، حتى بعد إن غاب عني. .كم اخجل من الذي قمت به . ليس هذا كل شيء . لو كانت المشكلة توقفت هنا .. لكنت اكتفيت بتبرير ما فعلته بسبب الجوع . لكن القضية كانت ابعد من سرقة سندويشة فلافل . نعم . فالطفل الذي مددت يدي بوقاحة وسرقة منه طعامه .. قد وجدته بعدأيام معدودة ممددا على الرصيف تحت ضربات سيف الصقيع ، ومغطى جسده بالثلج .. لقد كشطت الندف البيضاء عن وجهه البارد الازرق ، فتفاجأت بعينيه الممتلئتين بسائل أصفر متجمد ،تحدقان في عيني اللتين سيأكلهما الدود يوما ما. كأنهما تقولان : لم يكن موتي إلا بسبب تلك السندويشة التي سرقتها من يدي .فلم تكن الجائع الوحيد وقتها.