حين يأتي الصباح ساقول صباح الخير كالعادة لعصافيري .. للذي يبحث في القمامة ..لجارتي التي انحنت على الضوء تقبله ..للسماء بلوحاتها الباذخة .. للعيون المجعدة من الاحلام خلف النوافذ المغلقة .
حين يأتي الصباح ساسقي ورودي المتلهفة .. وانتظر الجذور ان تدلني على سر العبق .
حين ياتي الصباح ساندد بغزو الحطام وافتح رئتي للعابرين نحو غلالة النور … وانتظر بعيدا في الازقة المقشبة كوجوه العاشقين .
صباح الخير ياحمص.انا لا استطيع ان ابني عالما في الحقيقة ..ولكن يمكن ان اجعله يرتفع في الأحلام.
……
انا شبه مواطن يعيش في حمص. عند الصباح أشم ماينفثه معمل السماد وما تتقياها المصفاة من دخان ملوث ..وانفي اعتاد على استنشاق الروائح غير الذكية من معمل تكرير الزبالة .. والجثث المنسية في حارات مهدمة . كيف اتقبل زمني او ارضى بما يحوكه الهواء في السر والعلانية . نعم انا شبه مواطن رغم انني احب وطني ولاارضى عنه بديلا ولو بدلوا تبديلا . بماذا سأقول لكم عن الانسان المسحوق الذي ليس لديه مايملكه حتى لقمة خبز .. فيبحث في قمامة حارتي الثمينة . امام اعين المسؤولين جانب بيتي والكنيسة والجامع .. هل الكورونا سيعزز من توزيع الاوكسجين في المنافس بالتساوي حين المرض؟ .. هل سيرث الفقير شيئا من تركة الوطن ..!؟
………
