انا الشاعر الغاوي
………
ماذا يمكن أن يكون غير ذلك ؟ اعتقد ان هذا الامر لا يدل على حقيقة ما جرى . أفهم ما يدور في الخفاء .فانا لدي قدرات في كشف المستور . لن اجادل اكثر فيما حدث . سأعمل على فك غموض الجريمة . انا متأكد انها ليست انتحارا . كيف يعقل ان ذلك الرجل المحب الكريم ، قد فعل ما فعل . قبل الحادثة بيومين كان في بيتي . قرأ لي جيّد اشعاره .كم كانت مشاعره دافئة . كدت أبكي لحظتها . فعبرت بطريقة اخرى نحوه ، وذلك بان ألقيت عليه قصيدة أهداها لي منذ فترة بعيدة . بكى ثم قال لي : انك مثل ابني الذي فقدته في الحرب الأهلية . وبعدها وقعنا في الصمت. كيف أنسى تلك اللحظة التي مررنا بها؟ اليوم رأيته في حلمي كان داخل كيس من القنب محكم الربط ، وحوله يتجمع اشخاص يرتدون الاسود . لم يكن يصرخ او يتحرك ولم يظهر أي ردة فعل تجاه ما فعلوه به . لقد قال قبل ان يرشوا عليه المازوت ويحرقوه: انا الشاعر الغاوي الذي تتبعه الانهار والغابات والربيع والعصافير والحب والجمال ، وليس انتم ممن يتبع أحدا غير الموت . هذا ما رايته في حلمي ، وانا اصدق مااراه اثناء نومي اكثر مما اراه في الحقيقة المزيفة . لكن لماذا تبرأ هؤلاء الاشخاص الغارقون في السواد الكالح من قتله ، وقالوا إنهم وجدوه جثة متفحمة ، ووجدوا رسالة مكتوبة بخط يده تؤكد انه قام بهذا الفعل الذي حرمه الله .