المستشار الملكي
أيعقل ما مررت به، أعتقد إنكم ستتفاجؤون من الذي سأرويه لكم.اريدكم أن تصدقوا كلماتي وإليكم حكايتي :
في احد الأيام المثلجة أتاني ساعي البريد برسالة ممهورة باسمي ، وعندما قرأت ما جاء فيها صعقت كليا ، فقلت في نفسي : من المؤكد ان هذه الرسالة ليست لي . صحيح ان اسمي يزخرف الظرف ، والتحية في قلب الرسالة موجهة لي، لكن اعتقد انها لغيري . لا يمكن ان اكون انا ، او قد يكون تشابه اسماء بيني وبين آخر. من المستحيل ان توجه رسالة لي من تلك الشخصية المرموقة . حقيقة وقعت في اضطراب لامثيل له ، وقلق كاد يشطرني نصفين . لململت شتات نفسي، وأخذت شهيقا وأطلقت زفيرا عدة مرات ، حتى هدات قليلا .بصراحة ليس شعور الخوف وحده هو الذ ي طغى علي لحظتها بل الفرح أيضا . فلو قرأتم تلك الكلمات مثلي لأربككم الموقف كليا وتنازعتكم مشاعر الخوف والقلق ومن ثم رجفان متتابع للقلب
ساقرأ لكم الآن ما جاء في الرسالة ،فاصغوا جيدا لما سأقوله:
السيد م.(…..) المحترم
تحية عربية خالصة . نود أن نعلمكم ان ملكنا المبجل رعاه الله قد عينك مستشارا خاصا له . وذلك بسبب مكانتك عنده، فحضرتك قد ظهرت له في الحلم ،ونبهته من محاولة اغتياله في الحقيقة. نرجو من شخصك الكريم .، ان تكون جاهزا الساعة السادسة من مساء هذا اليوم لأخذك إلى القصر الملكي.دام فضلك وعزك.
مسؤول القصر الملكي أ.م.
أنتنم تهزون رؤوسكم حيرة واستغرابا وتشكون بكلامي أليس كذلك؟ . سأقول لكم ان عليكم ان تنتظروا هنا ، فالساعة تقترب من السادسة . وسأثبت يااصدقائي أن الاحلام لا تكذب احيانا ، وهي أصدق من الواقع ذاته. يجب ان اجهز نفسي ، فموعد وصول المبعوث قد اقترب جدا حسنا اسمعوا مزمار السيارة . قوموا وانظروا من النافذة.هل صدقتموني.؟ ياالهي ماذا يحدث؟ ان ذلك الشخص الطويل الملتحي ،قد شاهدته في حلمي ، وكان يحمل مسدسا موجها إلى رأس مولانا الملك .