الأبناء والورثة أوراق فرنسا المتهالكة في لبنان
لا يخفى على أحد، اندفاعة الرئيس الفرنسي، أيمانويل ماكرون، المبالغة صوب لبنان، على خلاف أسلافه الذين نظروا إلى لبنان كتذكار من الأجداد، متاعبها أكثر من مكاسبها رغم فتنتها، فاستعملوها لهذه الغاية، أحيانا حقل تجارب على قدرة الإنسان اللبناني للتعايش مع أقسى الظروف، باعتباره صنف خاص من البشر، ليس كمثله شيء، وأحيانا أخرى حقل للتجارب لقدرة الإنسان اللبناني لتقديم الأقصى والأقسى من الأضداد في اللحظة ذاتها.
جاء ماكرون إلى الحكم من بوابة تحديث نظرية الدولة القوية التي حلم بها الجنرال شارل ديغول قبل عقود، لكن الأحلام الفرنسية تظهر غالبا أكبر من طاقة الفرنسي على التحمل، فلم يهنئ الرئيس ماكرون بالحكم يوما، ففي عامه الأول انفجرت فرنسا في وجهه وجاءت لحظات كادت الجمهورية أن تسقط أمام امتحان السترات الصفراء، جاء الحظر على أثر انتشار فيروس كورونا اللحظات الوحيدة التي تنفس فيها ماكرون الصعداء وامرار القوانين التي يراها غالبية الفرنسيين مجحفة وغير منطقية أثناء انشغال الناس بالوباء العالمي، وها هو يخرج ليشغل الشارع الفرنسي بمجد لا يشغلهم أبدا استعادته في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعانوها والتحديات المستقبلية التي ترمي بأثقالها على يومياتهم.
من المعروف أن جبهة فرنسا تكسّرت في لبنان حين سمحت الاليزيه لجنرالها المحتمي بها، ميشيل عون بالعودة إلى لبنان من البوابة الإيرانية، أدركت إيران منذ البداية أن الجنرال عون ورقة فرنسا الرابحة في صراعها على الأرض اللبنانية، لبنان كانت ملعبا للصراعات ولم تكن أكثر من ذلك منذ تأسيسها، فعملت على الرفع من قيمة صهر الجنرال، جبران باسيل، لما يتوفر عليها من صفات تؤهله لأن يكون خادما لدى الوكيل الإيراني في لبنان، حزب الله.
تتالت سقطات صهر الجنرال منذ صعوده مسرح السياسة اللبنانية كوريث للجنرال، تزايدت هذه السقطات من خلال طرحه مسألة نزوح اللاجئين السوريين في كل مناسبة ألتقى فيها مسؤولاً دولياً، الابتزاز السياسي واللعب على وتر تهديد المجتمع الدولي بـ “غزو اللاجئين” اقتداء بالتركي أردوغان، كان جليا في حديثه مؤخراً أثنار زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لم يأبه أبدا بمناسبة الزيارة ولا تصريحات الرئيس ماكرون الذي هاجم بضراوة الطبقة السياسية اللبنانية واعتبرها فاشلة ولا تأبه بمعاناة شعبها وقال كما لو أنه معلق في صحيفة محلية لحزب الله :” المهم هو معرفة كيفية حصول التفجير وليس السؤال عن أسباب تلك المتفجرة في موقع تفجيرها”
من جهة ردود الفعل اعتبر المعلق البريطاني حول قضايا الشرق الاوسط، كريس دويل، ان رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، هو السياسي الاقل قدراً بين جميع السياسيين الذين التقاهم خلال 25 عاماً،وقال دويل انه يتذكر كيف كان باسيل يتعامل بازدراء مع موظفيه، وهي من الاشياء الصغيرة التي تدفعه لقول رأيه فيه
أضاف دويل الذي يتولى “مجلس التفاهم العربي البريطاني” (Council for Arab British Understanding) ” ان الكراهية المستمرة في خطاب هذا الرجل للاجئين السوريين، قد تدفع للقول انه من الاكثر نفوذاً لكنه في الواقع أقل السياسيين شعبية في لبنان”.
جاء تعليقه على معلومات تحدثت عن أن باسيل قال للرئيس الفرنسي : “لا نغفل واقع وجود مليونيّ لاجئ ونازح على أرضنا نتيجة للحروب غير العادلة. هؤلاء الذين نرحب بهم بسخاء، قد يسلكون طريق الهروب نحوكم في حال تفتت لبنان”.