البيان الأدبي ١٣


……
هويتنا

……………..
لم نتعلم ان نمثل ، فنحن نحمل أفكارا مترامية الأطراف ، علقناها بخطاف من اعصابنا وشرايينا .. كي تتعرفوا على نواسنا حين يوقظ الغافلين ، قبل ان يمسح وجه الارض بالدم الفاسد . لقد اخذنا نصيبنا من اللقاح الروحي ، ولاحاجة ابدا لقلوب مستوردة من الخارج ، اوعقول نحتتها الرياح بأصابع التزمت . نود بكل بساطة ان نفتح مدنا مكتنزة بالفضيلة ، لن نطيع الجدران الشاهقة ، بل القامات السامقة الحائكة للمشاعر ، واليخضور. نحن ابدلنا التماثيل بالجبال التي تتوجها الشمس ، وضمائرنا الناصعة لا يمكن لمنظف مداخن ان يطبع يده الجائرة عليها . هويتنا لاتحمل نعوشا ولا تزخرف المجازر على الجدران الموصى عليها من قبل الرب الأعلى . إننا أخوة ندخل في النجوم ، لنخرج كي نصافحكم بالضوء الساطع . أثرنا موشوم بأناقة على جذوع الاشجار وفي العبق حين يهدي نفسه للعشق والعشاق.. الذين ليسوا روبوتات . إننا لا نوصف ، ولايمكن الاتكال علينا في تعريف انفسنا ،فنحن لانعرف كيف نفسر جريان الانهار السريع او نعرف غابة . هناك من يمدنا بالإشعاع الداخلي.. لم نميز شكله حقيقة إلى الآن ، لذا هو من كل شكل . كثيرا ما كنا ننسج أشعارا من البروق الخارجة من عيون غيرنا ، هكذا هو عملنا الطويل والشاق ، ان نخلق من الحزن فنا عالميا ، يجيد الرسم على خوذ الجنود وبنادقهم. وطبع الوشوم على سواعد المراهقين المستعجلين للموت من أجل لاشيء
كثيرا ما حرفنا الحرب عن خطوط الورد التي تشبه درب التبانة . و سحبنا الكلمات من مخبئها المحصن تحت الارض . تعرضها للشمس الحارقة ، ترك ندبا فيها هي اختامنا الابدية .
إننا نحاول ان نصفق للمدى المأهول بأعراس الصدى . لا يمكن أن نشهر أعلامنا الوطنية للرقص على القبور، والجثث العائمة ، ووقت هجرة الطيور إلى بلاد بعيدة.
لم نكن احدا إلا انتم فلا تسرفوا في ذبح الاضاحي ، فتنزف الشهب ، وتتقطع العروق . ويتأخر الشروق.نريدكم ان تتحلوا بالرأفة وترمقوا الجداول بدل اشعال البارود في الخنادق والزمن. هل تعتقدون مثلنا بوجوم الحبق في هذه الليلة المضجرة التي تحوم حولها الغربان. لابد من وسيلة لتصفية أحزاننا من الشوائب قبل ان تفسد، المطر حار وكذلك احلامنا ، وإننا لم نستقل من القبل .
13٧ _ ٨ _ ٢٠٢٠

https://kalamfisyassa.com

اترك رد