………….
ممتد بيننا هذا الموت ، وواسعة تلك المقبرة . لا أحد سيخطىء بتفسيرك المجنون عن الحياة . كنت أتبع خطاك حتى النغم الخالد. دموعي اصفرّت على فسحتك الصغيرة … وما زلت أؤمن أن ذراعيك ستزهران خارجا ، ما زلت مؤمنا أن أصابعك المرتعشة ،ستشهر رنينها في وجه القاع السحيق .هل سيضيق عليك الموت يوما ما يا صديقي ، وهل سيعزف ظلك آخر نشيده في باطن الأرض؟ .
سأؤمن بك ، كما آمنت بالشجر ،سأؤمن بحنجرتك كما آمنت بالأظافر تجرح تجاعيد الصخر..
أخيرا أركض في المساءات مفرّطا الدموع في أزقة حنينك كنت وحيدا وحزينا ، وكنت أفكر كيف أخيط شعاع الشمس بحزنك . .. لأرى السماء على حقيقتها ، وبراءتها. كنت مثلك ، وكنا في المثل مثالا واحدا للذين يتمرنون على احتمال صفاء الجرح .كيف سأحمي نفسي من غيابك؟ . وكيف سأحدث الصيف عن داليتك ،التي قصصت أرواحها اليابسة ،كيف سأخبر شجرة الليمون عن دمي الحامضي ،وغيابك المرّ.؟
ياصديقي إني وحيد مثل تمثال مهجور ،مرصع بأوراق الخريف الذهبية .ياصديقي ماعادت ثمينة هذه الحياة رغم مافيها من كنوز .