كان على القاضي ادخالي السجن منذ عشرين سنة ، عندما شهدت زورا ضد صديقي الذي اتهمته بسرقة مالي، على الرغم من انني ماكنت املك ليرة واحدة . انا هكذا ولا اعرف لما انا افعل هذا بالذين أحبهم ؟ . هل تريدون ان تعرفوا قصتي ؟اذن اصغوا بهدوء فانا اريد ان اعترف بكل ما فعلته امامكم ، واتمنى منكم ألا تقاطعوني البتة. في هذا العام اردت ان اقتل نفسي مرارا ، فوقفت أمام المرأة ، نظرت إلى وجهي المحقون بالندم والخوف من اشباح كانوا يظهرون لي في كل مكان ، واولهم صديقي الذي مات قهرا ، بعد شهادتي ضده . فقط لأنني احببت فتاة كان يحبها . أصابتني الغيرة وشهوة الحسد ، فنسيت كل ما كان يربطني به من ذكريات جميلة . لقد مات في السجن إثر نوبة قلبية حادة . أما الفتاة التي كانت يحبها صديقي ، فقد اصيبت بانهيار عصبي ، فلازمت كوخها ، ولم تخرج منه أبدا . ربما تقولون ان هذه الحادثة قد تحصل كثيرا.. حقا قد تحدث وفي كل المجتمعات العربية وغير العربية .لكن قصتي لم تنته هنا . بل تطورت إلى ابعد من ذلك فروح صديقي صارت تبرق كل ليلة في غرفتي ، وانا مستغرق في النوم وتلحق به روح حبيبته التي فارقت الحياة دون ان يدري بها احد فكان هيكلها العظمي ممددا على سريرها في ذلك الكوخ الخشبي المبني على جذع شجرة بلوط عملاقة . هكذا قالت لي تلك الروح الزائرة . اقصد شبح الميتة. كانت روح صديقي تلتقي بروحها ، وتلحق بهما ارواح كثيرة قد قمت بالتفريق بينها على ارض الواقع. انه لمن المؤلم أن تأتي إلى غرفتي كل ليلة وتمنعني من النوم والتفكير والأكل والسعادة .لقد قررت الانتحار لأنتهي من كل هذا الألم اليومي .فوقفت أمام المرآة كما قلت لكم واردت إطلاق الرصاص على رأسي المحشو بأفكار خبيثة .. ولكن للأسف لم أستطع إطلاق رصاصة واحدة .. فكلما اردت ان أضع إصبعي على الزناد كان يتجمد في الهواء ، فتمر الارواح المتشفية امام عيني ، وهي تطلق فحيحا كفحيح الافاعي . حاولت رمي نفسي من فوق جرف عال .. لكنني تحجرت ايضا على الحافة المسننة مثل تمثال . هذا انا اماماكم ارجوكم اطلقوا الرصاص علي او اشنقوني او اذبحوني او افعلوا بي ما يحلو لكم . فقط انهوا حياتي فأنا لم أعد أستطيع العيش على هذا المنوال ابدا
الأرواح
5