أين اختفى الذيل؟
……….
كنت اكره الدراسة في صغري ،لسبب بسيط عدم حبي للأساتذة الذين كانوا يضربونني بشدة. قولوا لي كيف أحبها بعد أن تسبب أحد أساتذتي بتمزيق غشاء طبلة اذني إثر صفعة قوية منه ، جعلتني اقع ارضا على بلاط الصف البارد ، وأتلوى من الالم ، ولم ينته الأمر عند هذا الحد ، بل رفسني كما يرفس الحمار رفسات محكمة على الراس والجسد . اغمي علي حينها ، وعندما صحوت ،خرجت من باب المدرسة إلى الشوارع بغشاء طبلة أذن واحدة لأبيع العلكة والبسكويت . ولم أدخل ثانية من ذلك الباب مرة ثانية .لقد ثقفت نفسي بنفسي .. وصرت أقرأ كل ما يقع بين يدي . كان لي ذاكرة بصرية كذاكرة كاميرا تلتقط اصغر الاشياء واكثرها دقة . ولي قدرة على حفظ كل ما اسمعه او اراه . لهذا السبب صفعت ورفست بلا رحمة ، فالأستاذ قد نسي تماما انه اعطانا في دروس سابقة ، ان أصل الإنسان قد يكون قردا ، فقلت له : لقد قلت من قبل ،إن الإنسان قد يكون أصله قردا ، وأريد أن أستفسر الآن بعد مرور وقت طويل على ما قلته . استاذي ! إن كنا من سلالة القرود ، فاين أختفى الذيل من مؤخراتنا ومؤخرتك ولم يختف بدلا منه شيء آخر؟ .انفجر الطلاب بالضحك ، وعمت البلبلة صفنا ، انتقلت إلى الصفوف الأخرى، تطلعت لحظتها إلى وجه أستاذنا ألذي احمر مثل قفا قرد، وتقدم نحوي مزمجرا ، ثم سحبني من المقعد، وعمل ما عمل . هل عرفتم لماذا فضلت قاع الشارع على قاعة الصفوف في المدرسة .؟ كل الذي حدث معي كان من اجل ذيل قرد ،ليس غير . فمارايكم ؟