سنتناول أولا أصداء المصالحة الخليجية في الشارع السياسي السوري، انطلاقا من قناعة لدينا مفادها أن المصالحة الخليجية التي تمت البارحة وبالشكل الذي رأيناه، توحي ببدء مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، والانتهاء من مرحلة امتدت على مدار العقدين السابقين، هناك نقطة نهاية لمرحلة في تاريخ المنطقة وملامح ولادة جديدة يحدد ملامحها من يقدم مقترحه على ضوء فهمه للحدث وقراءته للمستقبل.
لا تحتاج هذه المرحلة المجاملة أبدا، تحتاج إلى وضع النقاط على الحروف ولأننا ـ أكثر السوريين ـ لا نرى تجمعا أو حزبا يمثل مصالحنا ويطرح مشاريعا تخص مستقبلنا، نرى أن من حقنا مواجهة من يتقدمون الصفوف ويدعون تمثيلنا أن يقدموا لنا آراءً سياسية ترتقي إلى مستوى الحدث أو يعلنوا استقالتهم ويكفونا شرهم، الضجيج في السياسة هو شر وشر كبير.
سنتوقف اليوم عن حالة من الحالات السياسية كتبها صديق لكلام في السياسة :
وعلى حين غرة مني وأنا أبحث في المصالحة الخليجية وآثارها على سوريا، خرج لي حزب سوريا للجميع ، فيفتي فيفتي ـ ما حدا راح يبقى زعلان، ويأخذ مقرين بضربة واحدة، أحدهما في باريس والآخر في عاصمة سوريا للجميع، ليعلن تأييده للمصالحة الخليجية يقول الخبر : ( أعلن حزب سوريا للجميع – الذي يتخذ من دمشق وباريس مقراً له – دعمه للوحدة للمصالحة الخليجية ووحدة الأمة العربية في ظل الظروف والتحديات التي تواجهها المنطقة . وقال الدكتور “محمد عزت خطاب “- رئيس الحزب – في بيان صادر عنه منذ قليل – نؤيد التحركات التي تقوم بها مصر بقيادة الرئيس “عبد الفتاح السيسي ” مع الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت ، والمساعي المشتركة بالتعاون مع المملكة العربية السعودية لتحقيق المصالحة الخليجية ووحدة الصف العربي ).
عادت الذاكرة بي إلى الخلف وصديقي الذي يشبه الممثل المصري يونس شلبي في دوره بمسرحية مدرسة المشاغبين، كان يصرّ على مناداتي دكتور أمام الناس وأنا أصحح المعلومة وأرجوه ألا يكررها ، وحين انطلقت الأحداث المأساوية في سوريا أصبح هناك سوق اسمه سوق الدكاترة السوريين المعارضي، صرح لي أيامها بسبب خلافي معه في الرأي بعد أن سار خلف المجلس الوطني السوري ، أنت لا تصلح للمعارضة لذلك ما راح أنت لا تريد أن أناديك يا دكتور لأن كل المعارضين دكاترة منذ أيام الدكتور أكرم الحوراني ، ولم أعرف من الدكتور خطاب رئيس حزب سوريا للجميع كيف نسمي المساعي تحركاتا؟ وهل كانت مصر وسيطا للمصالحة أم هي طرف؟ رحم الله صديقي الذي يشبه يونس شلبي فقد أصبح قائدا للمعارضة وقاطعني منذ تلك الأيام لأنني لست دكتورا.
أعود إلى واحة حزب سوريا للجميع ×دفعة وحدة :( قال “خطاب “: تابعنا اليوم النتائج التي أسفرت عنها زيارة وزير خارجية الكويت الدكتور ” أحمد ناصر الصباح ” إلى مصر ولقاء الرئيس “السيسي ” لاتخاذ خطوات عملية من أجل المصالحة ، وهو ما تقدره ونعتبره خطوة هامة لاستقرار المنطقة العربية في ظل الاتجاه لعقد القمة العربية هذا الاسبوع بمشاركة مصر .) ولأن اللغة العربية حمالة أوجه ،لم أفهم آخر كلمتين في الفقرة وتوقفت متسائلا، هل كانت مصر ستغيب عن القمة العربية لا سمح الله؟ حاولت الغوص عميقا في فلسفة سوريا للجميع ولم يغب عن بالي صديقي الذي يشبه الممثل المصري يونس شلبي وهو يهددني مرة بأنه سيحاكمني في محاكم ثورته.
لم ينسى رئيس الحزب مطالبة 🙁 الدول العربية بمد أيادي الصفح والسلام عن الأخطاء التي وقعت في الفترة الماضية والسعي للسلام والتعاون من أجل مستقبل البلدان للتي تعرضت للتدمير وللتخريب والتشريد ومنها سوريا ، مؤكداً أن القمة المقبلة مطالبة بوضع حلول للأزمة السورية والتوافق على خروج القوى والجيوش الأجنبية من على أراضيها ودعم خيار الحل السلمي بيد السوريين أنفسهم . ) من على أراضي سوريا للجميع، ومن على إلى إن ليت لعل القوى والجيوش.
وقفت باستعداد وأنا أتذكر الشعار المدرسي وصرت أهتف وأنا أتابع بيان المصالحة الخليجية حين وصلت مع بيان حزب سوريا للجميع ،كل مين حارتو ألو ( إن الأمة العربية قد عانت كثير من المشاكل والقلاقل وإن الوقت قد حان للتوحد والاصطفاف العربي ونبذ الخلافات ليعم الأمن والإستقرار بلدان العرب كما تعيش الدول الأوروبية في سلام ورفاهية ، وبناء مستقبل مشرق لشعوب المنطقة .) وغرقت في باب الحارة حتى :( أشار “خطاب ” إلى أن العدو استفاد من دق الأسافين بين الأشقاء بتمرير خططه ومؤامراته لتدمير وتخريب الدول العربية في إطار مخطط ” الشرق الأسوأ الجديد ” ،بينما حان الوقت لشرق أوسط جديد وقوة عربية واحدة وتجاوز الخلافات وبناء جسور الثقة لتعود أرض العروبة مهد السلام والرسالات ومحط الحضارات لما كانت عليه بتحركات قادتها نحو المصالحة والوحدة .) وصرت أكرر (الشرق الأسوأ الجديد والشرق الأوسط الجديد) وأقول لجاري الذي جاء يزورني، كررها عشر مرات وتربح كيس شيبس دربي. حاولنا انا وهو وفشلنا واقتنعنا بعد جهد جهيد أن من اخترع هذه الجملة هو عبقري لن تلد بلاد مثله إلا إذا كانت للجميع مثل سوريا وأمة عربية واحدة واكتفيت هنا بالخبر لأن ما تلاه هو درس يقدمه رئيس حزب سوريا للجميع وتقريع لهم على ما فعلوه بهذه الأمة، ولم لا؟ إنه رئيس حزب سوريا وللجميع، وعاشت سوريا للجميع رمزا للأمة الخالدة ،انتهى الموجز وضاع البحث عن الآثار المحتملة للمصالحة الخليجية على سوريا للجميع أو مو لحدا.
