القبلة

by ميلاد ديب
0 comments

حينما مررت من أمامها غمزتني بشغف . لم أصدق في البداية ما فعلته ، واعتقدت أنني اتوهم ولايمكن ان يكون غير ذلك . رجعت القهقرى إلى حيث هي واقفة .. وانطلقت ابتسامة منها جعلت الربيع ينبت في داخلي رغم الصقيع الشديد . تطلعت  في كل الاتجاهات .. كان الشارع خاليا ،إلا مني ومنها ..قلت لها ما اسمك ياجميلة؟ .

طفت روحها البيضاء في المكان وقالت لي :

  • سمني الآن .. فأنا لا احب اسمي .

لماذا ؟

لأن من سماني كان يعيش في عالم بلاستيكي

 ارجوك احيني من جديد . فأنا فتاة مهجورة وبلا حياة .

_لكنك جميلة جدا .

_لا يغرنك شكلي … فداخلي ميت  .

 _ احيانا أعجز عن تسمية ما هو جميل.

_ ارجوك.

_ لمَ اخترتني.

_لأنك كنت تقف أمامي طويلا وتقرأ القصائد لي . صرت انتظرك كل مرة بفارغ الصبر .

_ لكنني جبان ، فانا آتي اليك حين لا يوجد احد ممن تعرفينهم حولك.

_ إنهم يذهبون وينسونني دائما، وكأنني غير موجودة .

_ لحظتها اندفعت إليها وقبلتها بشغف. نظرت في عينيها فبرق فيهما ضوء بعيد كأنه نجم ساطع ، عندها سمعت جلبة حولي ، التفت فشاهدت رجالا يحملون عصيا وبنادق وفؤوسا ، كسرت زجاج المحل حيث تعرض حبيبتي ، حملتها وهربت. كان الجميع يركض خلفي ، وهم يصرخون ، مجنون ،مجنون. سارق .. اقتلوه ، اعتقلوه ..ركضت وركضت ، ثم اختفيت مع وجه الجمال الذي تلطخ بدمي من أثر شظايا الزجاج المتناثر في كل مكان.

You may also like

Leave a Comment

Soledad is the Best Newspaper and Magazine WordPress Theme with tons of options and demos ready to import. This theme is perfect for blogs and excellent for online stores, news, magazine or review sites.

Editors' Picks

Latest Posts

u00a92022 Soledad, A Media Company – All Right Reserved. Designed and Developed by PenciDesign