القبلة
حينما مررت من أمامها غمزتني بشغف . لم أصدق في البداية ما فعلته ، واعتقدت أنني اتوهم ولايمكن ان يكون غير ذلك . رجعت القهقرى إلى حيث هي واقفة .. وانطلقت ابتسامة منها جعلت الربيع ينبت في داخلي رغم الصقيع الشديد . تطلعت في كل الاتجاهات .. كان الشارع خاليا ،إلا مني ومنها ..قلت لها ما اسمك ياجميلة؟ .
طفت روحها البيضاء في المكان وقالت لي :
- سمني الآن .. فأنا لا احب اسمي .
لماذا ؟
لأن من سماني كان يعيش في عالم بلاستيكي
ارجوك احيني من جديد . فأنا فتاة مهجورة وبلا حياة .
_لكنك جميلة جدا .
_لا يغرنك شكلي … فداخلي ميت .
_ احيانا أعجز عن تسمية ما هو جميل.
_ ارجوك.
_ لمَ اخترتني.
_لأنك كنت تقف أمامي طويلا وتقرأ القصائد لي . صرت انتظرك كل مرة بفارغ الصبر .
_ لكنني جبان ، فانا آتي اليك حين لا يوجد احد ممن تعرفينهم حولك.
_ إنهم يذهبون وينسونني دائما، وكأنني غير موجودة .
_ لحظتها اندفعت إليها وقبلتها بشغف. نظرت في عينيها فبرق فيهما ضوء بعيد كأنه نجم ساطع ، عندها سمعت جلبة حولي ، التفت فشاهدت رجالا يحملون عصيا وبنادق وفؤوسا ، كسرت زجاج المحل حيث تعرض حبيبتي ، حملتها وهربت. كان الجميع يركض خلفي ، وهم يصرخون ، مجنون ،مجنون. سارق .. اقتلوه ، اعتقلوه ..ركضت وركضت ، ثم اختفيت مع وجه الجمال الذي تلطخ بدمي من أثر شظايا الزجاج المتناثر في كل مكان.