أمي
كانت امي خارقة في ترقيع الارض وتخييط الشجر ، ورمي النهر في الزمن . وكان من عادتها التقاط الحجر والدموع والشوك . وكانت أصابعها تتقن حملنا مثل الثمار في آخر الليل . .ترسم شعاعا متصالبا على صدرها ، وتغرس رأسها في الجدار المشقوق ..وتنام . وهكذا كان يزهر في الربيع .. قالت لي أمي وهي تقطف النجوم بعينيها من السماء البعيدة : إن الملائكة تحلم هنا في هذا الوقت من العام لذا يصبح كل شيء أخضر. تعلمت امي في مدرسة الضوء واليخضور ولم تعرف منهجا آخر . كانت تفسر الطبيعة بتقليد صوت العصافير وتبني سيرة النبع . واستعارة الحقول . وكانت تهجئ النسيم بجسدها المتراقص في العبق وحدود الله. أمي الآن تحاذي العمر المديد فتمسك بيده المجعدة ، وتمضي زارعة عكازتها في الأرض شجرا باسقا وجبالا شاهقة … وايقاعا مقدسا تلفه بنباتات روحها المتسلقة.