قتل مضاعف
عذرا ،الأعلام الوطنية ليست للتجارة ، وكذلك الوطن . أليس من الواجب أن نرفع دموعنا ،لنلون أرواحنا .؟
دمنا ليس مزادا لأحد .
من يقدر أن يطهر رحيق دمنا .؟مهلا مازال لدينا النبض ، والصوت ،والحنين لنطهر آخر الضحايا من قيح الرصاصة .
اللحظة عسيرة ،هذا هو أوان الشجر في الحناجر .
كيف نشغل كوننا بغير رجة البكاء، واهتزازات النعوش والمصائر.؟أحلامنا المتكئة على لحمنا،أو ماتبقى منه تصرخ ببلاغة . لتقدم وردة أخيرة .
ماأجمل الورود حينما يذكرنا عطرها بالأنثى ،والأرض .!
انظروا ماعاد يلبي الموت احتياجاتنا .ماعاد أحد ينكر روحه فوق المقبرة .! هناك نسكن في المساحات المعتبرة للفضاء . الروح التي تعاصر الوهج ، هي مفهوم جديد للنظافة .
سوريا أعمق من أرواحنا ،من يجد العمق في غير أرواح تقيس هاوية الوطن.؟التساؤل لايحتاج إلى إجابة ،البريق طعنة خيرة .
الفكر الصنمي قتل مضاعف : فأولا: يقتل وعي المكان والزمان، وثانيا يشوه فكرة التجسد.
صور وأعلام على الجدران ،وفوق الأبنية ، وفي الشوارع ، وشتائم مكتوبة على حاويات القمامة ؟،وعلى إسفلت الشوارع… لعنة وثنية وغريزة حجرية .
الأجدر بنا إطلاق آخر الرحيق ،وكفى مجدا للحرية ،أن نموت في العطر ،وفي سوريا.