وفاة المفكر السوداني ووزير الخارجية الأسبق منصور خالد عن 89 عاما
غيب الموت الدبلوماسي والمفكر السوداني ووزير الخارجية السابق الدكتور منصور خالد فجر اليوم عن عمر ناهز 89 عاما.
ويعتبر منصور خالد من رموز الفكر والسياسة والدبلوماسية بالسودان، واحد اهم الشخصيات المؤثرة في العمل السياسي لسنوات.
تلقى الراحل منصور خالد محمد عبد الماجد جميع مراحل تعليمه حتى المرحلة الجامعية بالسودان. تخرج في كلية الحقوق جامعة الخرطوم. والتي زامله فيها حسن الترابي ورئيس القضاء السابق خلف الله الرشيد ووزير العدل السابق عبد العزيز شدو. حصل على الماجستير في القانون من جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأميركية.والدكتوراه من جامعة باريس.
عمل منصور خالد لفترة قصيرة – بعد إكمال دراسته- بالمحاماة، ثم عمل بعد ذلك سكرتيراً لرئيس وزراء السودان عبد الله بك خليل(1956-1958). انتقل بعدها للعمل بـالأمم المتحدة في نيويورك ثم منظمة اليونسكو بباريس. وعمل استاذا للقانون الدولي بجامعة كلورادو بالولايات المتحدة.
نشر مقالات في (يناير1969) بصحيفة الأيام السودانية، تنبأ فيها بزوال الحكم الديموقراطي- نسبة للمشاحنات الحزبية، والعداء الطائفي وعدم احترام الأحزاب لمبدأ الديموقراطية واستقلالية القضاء وتمثل ذلك في طرد الحزب الشيوعي من البرلمان، وتعديل الدستور لعمل ذلك، وتحقير القضاء الذي حكم بعدم دستورية تلك الأفعال، واستقالة رئيس القضاء (بابكر عوض الله)- وبعد شهور من تلك المقالات وفي 25 مايو أطاح العقيد جعفر نميري بالحكم الديموقراطي وأتى بنظام (ثورة مايو).
بعد قيام ثورة مايو 1969م بقيادة جعفر نميري، اشتغل كوزير وزيرا للشباب والرياضة والشؤون الاجتماعية. شهدت قطاعات الشباب إبان وزارته نهضة كبرى. كما أنه قد أسهم في خلق علاقات قيمة ومفيدة مع (هيئة اليونسكو، ومنظمة العمل الدولية، وحكومات مصر والجزائر وكوريا الشمالية). كما أن وزارته قد أقامت عددا من المهرجانات الشبابية وانشأت قصور الثقافة.
استقال من الوزارة في أغسطس 1970 رغم اعتراضات الرئيس نميري وكثير من مجلس الثورة، ولكنه أصر عليها لأنه رأى أن الصراعات الأيدلوجية أنهكت النظام الذي كان يعيش في تلك الفترة بالموازنات الأيدلوجية اليسارية. ورغم الفترة القصيرة التي قضاها في الوزارة إلا أنها شهدت إنجازات ضخمة.
بعد استقالته من الوزارة عمل ممثلاً لمدير عام هيئة اليونسكو رينيه ماهيو ضمن برامج التعليم لهيئة غوث اللاجئين الفلسطينيين. وعاد بعد ذلك ليعمل سفيرا للسودان بالأمم المتحدة.
تقلد مناصب عدة في السودان من وزارة الخارجية ووزارة التربية وكمساعد لرئيس الجمهورية. في العام 1978 استقال من المكتب السياسي وخرج من (نظام مايو) لأنه رأى أن الرئيس (نميري) تغول على المؤسسية في الدولة.
بعد تمرده على النميري غادر منصور خالد السودان متجولاً في أكثر من مكان وشاغلاً لاكثر من وظيفة دولية وانبرى لكشف نقائص انقلاب مايو.
عمل كزميل في معهد ودرو ويلسون بمؤسسة اسمثونيان بواشنطن عقب تركه السودان في عام 1978 م. شغل موقع نائب رئيس للجنة الدولية للبيئة والتنمية التي انشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1982م، ومقرها جنيف.
عاد إلى السودان في اعقاب الانتفاضة الشعبية التي اطاحت بنظام النميري في 1985. لم يمكث سوى ايام معدودات وغادر لينضم إلى «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، مستشاراً لزعيمها جون قرنق.
ولأن الدكتور خالد متعدد المعارف واللغات وفسيح العقل فقد عكف على الكتابة فأجادها. له من المؤلفات الكثير.
ألف منصور خالد عددا من الكتب حول السياسة السودانية باللغتين العربية والإنجليزية كما نشر العديد من المقالات في الحوليات الدولية عن قضايا التنمية والسياسة في العالم الثالث. كما أنه مهندس جميع اتفاقيات السلام في السودان
من مساهماته السياسية البارزة مشاركته في صناعة اتفاقية اديس ابابا 1972 التي هيأت للسودان عشر سنوات من الاستقرار السياسي، ومشاركته الفاعلة في التوصل إلى عدد من الاتفاقات بين الحركة الشعبية وبعض الفعاليات السياسية الاخرى، اسهم في اتخاذ التجمع الوطني الديمقراطي المعارض العديد من القرارات الناجزة.
المصدر: وكالات