الإخوان مستعدون للتحالف مع الشيطان في سبيل الوصول إلى السلطة
الإخوان المسلمين في البلاد الإسلامية والعربية ، لا يختلفون كثيرا عن الكنيسة عندما كانت صاحبة القرار في جميع دول أوربا ، حينها أغرقت الكنيسة أوربا في الحروب، سواء في الشرق أو في أوربا نفسها ،ناهيك عن محاربتها للعلماء والفلاسفة و إعدامهم إما حرقا أو قطع رؤوسهم تحت المصاقل ، ولم تتحرر أوربا و تتقدم إلا بعد التخلص من سلطة الكنيسة السياسية ، في النهاية فهم الأوروبيون أنه يجب الفصل بين الدين والسلطة .
الإخوان المسلمين اليوم يريدون الوصول إلى ما وصلت إليه الكنيسة سابقا ، هنا يجب علينا أن نعود إلى تاريخهم في سوريا ، وماذا جلبوا على المجتمع السوري ،منذ بداية تأسيس هذه الحركة بمبادرة من مصطفى السباعي عام ١٩٤٦ لتشارك في العمل السياسي في سوريا عن طريق نواب لهم في البرلمان السوري ، إلى أن استلم حزب البعث السلطة في البلاد وقام بحظرها، لتبدأ نوايا الإخوان الشريرة بالضهور عبر قيامهم باغتيال مسؤولين حكوميين وتنفيذ تفجيرات لمبانٍ حكومية ومكاتب لحزب البعث .
وانشقت مجموعة ” الطليعة المقاتلة ” عن الجماعة عام ١٩٧٩ لتتبنى عملا مسلحا ضد الحكومة ، فقتلت ٨٣ تلميذا ضابطا علويا في مدرسة المدفعية العسكرية في حلب.
ليصدر بعدها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد قرارا بحظر جماعة الإخوان في سوريا ، ومعاقبة كل من يثبت انتماءه لهم بالإعدام .
الأمر الذي أدى في النهاية إلى أحداث حماة المشهورة عام١٩٨٢ ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الضحايا .
وفي عام١٩٩٦ تم انتخاب صدرالدين البيانوني مراقبا عاما للجماعة ، لتدخل في مفاوضات سرية مع الحكومة السورية بعد تولي بشار الأسد سدة الحكم في سوريا.
وبالفعل تم الإفراج عن المئات من عناصر الجماعة ممن كانوا في سجون النظام السوري ، إلا أن بشار الأسد رفض طلب البيانوني حول الإفراج عن جميع أعضاء الجماعة ، ورفع الحظر عنها فحال دون نجاح المفاوضات.
وفي هذه الأثناء حاولت الجماعة الاتصال بأطراف من المعارضة السورية ابتداء من إعلانها مشروع ” ميثاق شرف وطني للعمل السياسي في سوريا” عام ٢٠٠١ عُرض في مؤتمر المعارضة السورية في آب ٢٠٠٢ ، في لندن. المشروع الذي لم يلاقي ترحيبا من الحكومة السورية ، وفي ٢٠٠٥ أيّدت الجماعة إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي الذي ضم مجموعة من القوى و الشخصيات السورية المعارضة، الإسلامية والقومية والكردية واليسارية.
ثم ساهمت في تشكيل جبهة الخلاص الوطني في المنفى بالتعاون مع عبدالحليم خدام عام ٢٠٠٥ الأمر الذي أدى إلى التشكيك في مصداقيتها من قبل شريحة واسعة من جمهورها في سوريا ،كون خدام أحد رموز النظام سابقا الذي مارس الإضطهاد عليهم حسب زعمهم ، و انسحبت من الجبهة في نيسان ٢٠٠٩ إثر خلافات بينها وبين خدام حول تعليق النشاطات المعادية للنظام ، معتبرة بأن الجبهة عاجزة عن تلبية متطلبات المشروع الوطني .
بالتزامن مع سعي حزب العدالة والتنمية التركي الذي كان يتمتع بعلاقات جيدة مع النظام السوري وجماعة الإخوان على حد سواء ، إلى الوساطة بين الجماعة والنظام لحل الخلافات ،غير أن النظام رفض رفع الحظر عن الجماعة فجاءت بذلك المحاولة التركية بالفشل .
وفي يوليو ٢٠١٠ أثناء اجتماع المجلس العام للإخوان في اسطنبول وانتخاب محمد رياض الشقفة خليفة للبيانوني كمراقب عام للجماعة ، حيث صرح بعد شهر من انتخابه أن إخوان المسلمين مستمرون في تعليق الأنشطة المعارضة للنظام ، ليصرح فيما بعد باستعداد الجماعة لتغيير اسمها في حال السماح لها بالرجوع إلى سوريا و الانخراط في الحياة السياسية ، لكن هذا لم يحصل.
وكان موقف الإخوان في بداية الإحتجاجات يتسم بالحذر والضبابية حيث لم تعلن دعمها للمظاهرات في البداية إلا في أواخر نيسان حيث دعت صراحة إلى إسقاط نظام الأسد، بعد أن أوعزت لها تركيا بذلك.
هنا سردنا لكم بشكل مختصر تاريخ الإخوان في سوريا وكما اتضح لنا أنهم مستعدون للتخلي عن أي شيء في سبيل الوصول إلى السلطة ، وهم ليسوا إلا أدوات بيد جهات خارجية تريد من خلالهم السيطرة على الحياة السياسية في البلاد وتمرير مشاريعهم الخاصة عوضا عن المشروع السوري الوطني .
و وضحنا لكم بداية كيف أن أوربا تقدمت وتطورت عندما فصلت الدين عن السلطة ،هنا أيضا يجب على المجتمع السوري أن يعي بأن هدف الإخوان بعيد كل البعد عن الدين ولا تستخدم الدين إلا مطية للوصول إلى السلطة .