لورينزو فيدينو :كيف تحولت تركيا إلى أكبر داعم للإخوان في العالم
بدأ اهتمام لورينزو فيدينو، مدير برنامج جامعة جورج واشنطن للأمن السيبراني والداخلي حول التطرف، بالإسلام منذ كان صغيرا في ميلانو يلعب كرة القدم في الشوارع، فكان يشاهد المسلمين يتوجهون للتطوع إلى الجهاد في الحرب البوسنية بمساعدة إمام في مسجد محلي، وفقاً لما نشرته صحيفة “أحوال Ahval” التركي
وقبل أكثر من عقد من الزمان، قدم فيدينو بعلمه إلى واشنطن للتدريس في جامعة جورج واشنطن، ومخاطبة الجامعات والمنافذ الإعلامية والمؤسسات الفيدرالية، على أمل أن يقدروا ويتبنوا وجهات نظره بشأن جماعة الإخوان المسلمين. واختير فيدينو لرئاسة برنامج جامعة جورج واشنطن للأمن السيبراني والداخلي حول التطرف، الذي بدأ في يونيو 2015، وما زال مديراً للبرنامج.
حزب أردوغان والإخوان
في مقابلة مع جريدة “أحوال”، في أحد مقاهي العاصمة أنقرة، قال فيدينو إن الإسلاميين الحاكمين من حزب “العدالة والتنمية” في تركيا، مرتبطون بالإخوان المسلمين. وإن جماعة الإخوان دولية واستراتيجياتها وتكتيكاتها مختلفة في كل بلد، رغم أن مختلف التنظيمات الوطنية تتواصل وتتعاون مع بعضها البعض في كثير من الأحيان.
وتعود علاقات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالإخوان إلى سبعينيات القرن الماضي، عندما كان من أكثر التلاميذ السياسيين الموثوق بهم لنجم الدين أربكان، رائد الحركة الإسلامية في تركيا. ووفقاً لفيدينو، ساعدت فروع الإخوان المسلمين في الخليج في دعم أربكان وإسلاميي تركيا في ذلك العصر، عندما كانوا يواجهون القمع من المؤسسة العلمانية.
الانتهازية السياسية
يقول فيدينو: “إن الجذور التاريخية هي نفسها، وكذلك التقارب الإيديولوجي في التفسير السياسي والديني، وأخيراً، المصلحة الذاتية هي الانتهازية السياسية”.
ويضيف: “إن جماعة الإخوان المسلمين في تركيا هي المجموعة الوحيدة المسؤولة عن بلد في هذه العائلة الكبيرة. إنهم يقودون دولة كبيرة مزدهرة، ويساعدون أقاربهم الآخرين. إنهم يلعبون دور العم الغني، الذي يتمتع بالقوة، والذي يتطلع إليه جميع أبناء أخيه بحثًا عن الثناء”.
وعندما توفي أربكان في عام 2011، حضر معظم قادة الإخوان المسلمين في العالم جنازته في إسطنبول. وفي هذا الوقت، ومع تزايد الاحتجاجات في الربيع العربي، زاد دعم تركيا للإسلاميين.
أردوغان التوسع في دعم الإخوان في 2010
وقال فيدينو: “تغير دعم حكومة حزب العدالة والتنمية لحركات الإخوان المسلمين في الخارج بشكل كبير في عامي 2010 و2011″، حيث سعت أنقرة إلى تمويل الجماعات المرتبطة بالإخوان، والتي كانت متشابهة إيديولوجياً.
ومنذ الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، في يوليو 2013، سعى أردوغان إلى توفير ملاذ آمن لأعضاء الحركة. وازدادت هذه الجهود منذ المقاطعة الرباعية (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) لقطر في يونيو 2017، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى دعم الدوحة للإخوان المسلمين. واليوم، فإن العشرات من شخصيات الإخوان الذين يعيشون في تركيا هم من أقوى الشخصيات المؤثرة في الجماعة. ويعيش قادة الإخوان وأقاربهم حياة مريحة تحت حماية إدارة أردوغان.
وقال: “أصبحت تركيا هي المكان المناسب للقاء.. إنها أكثر أماناً من قطر. إنها الملاذ الآمن” لقادة الإخوان في اسطنبول
“فورين بوليسي”
وفي مقال نشر بمجلة “فورين بوليسي Foreign Policy” في أوائل مايو، قام فيدينو بوصف جهود أردوغان لتوسيع نفوذ جماعة الإخوان المسلمين، وخاصة في الغرب. وأوضح أنه اليوم أصبحت تركيا هي أكبر مؤيد للإخوان المسلمين في أوروبا، حيث تقدم دعماً أكبر من قطر. ويجمع فيدينو بين المساعدات من جمعية الصناعيين ورجال الأعمال المستقلين الأتراك المحافظين، والخطوط الجوية التركية، وغيرها من المؤسسات القريبة من حزب “العدالة والتنمية” في هذه الفئة.
توطيد علاقات مع إخوان أميركا
ويرى فيدينو أنه تكونت أيضاً علاقات متنامية بين حزب “العدالة والتنمية” والمؤسسات المرتبطة بالإخوان المسلمين في الولايات المتحدة، مما يشير إلى وجود مسؤولي حزب “العدالة والتنمية” في مناسبات مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (CAIR)، وهي المؤسسة التي تم ربطها بالإخوان. وقال فيدينو أيضاً إن الأسماء التركية تظهر بشكل متزايد في مجالس إدارات المنظمات غير الحكومية المرتبطة بالإخوان وإن تأثير الإسلاميين الأتراك يتزايد في الولايات المتحدة.
سمعة أردوغان السيئة
نظراً لسمعة أردوغان الضعيفة بشكل متزايد فيما يتعلق بحقوق الإنسان، ويمكن التثبت من هذا بالرجوع إلى تقرير المفوضية الأوروبية الصادر هذا الأسبوع، فإن بعض شرائح فروع جماعة الإخوان الأميركيين غير راضية عن التأثير المتزايد لحزب العدالة والتنمية.
وفي ظل حزب العدالة والتنمية، أصبحت المساجد التركية في الخارج أدوات دعاية، حيث كان الأئمة الذين دربتهم تركيا، والمعروفين في السابق ببعدهم عن الحركات الإسلامية، يختلطون ويندمجون مع حزب “العدالة والتنمية”، والجماعات الإسلامية التركية مثل ميلي غوروش، التي أسسها أربكان.
شعار الإخوان المسلمين
استخدام المساجد للتجسس
ومنذ 2010، بحسب فيدينو، فإن مديرية الشؤون الدينية في تركيا، أو “ديانت”، قد اتخذت هوية إسلامية، حتى هوية الإخوان في العديد من الأماكن. واتهمت “ديانت” بالتجسس، بما في ذلك في ألمانيا العام الماضي.
وأكد فيدينو أن جهود حزب “العدالة والتنمية” لتوسيع نفوذه الإسلامي في أوروبا والولايات المتحدة ضخمة بشكل غير مسبوق، وأن أفضل طريقة لمجابهة جماعة الإخوان المسلمين هي فهم الحركة، وإدراك ما تريده، وإطلاع الجمهور على القضية.
ترمب وتصنيف الإخوان كيانا إرهابيا
وفيما يتعلق بجهود إدارة ترمب لإدراج جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية كخطوة إيجابية، قال فيدينو إنه يجب فحص وتقييم منظمات الإخوان المسلمين حول العالم، وتقييمها بشكل فردي، لأنها تتضمن العديد من الهياكل وجداول الأعمال المختلفة.
وقال إن بعض الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين في سوريا واليمن وليبيا ومصر ربما تكون منظمات إرهابية، في حين أن البعض الآخر يصعب الوصول إلى تأكيد حولها.