حوار

by ميلاد ديب
0 comments

أحاول أن أصنع المستحيل ..لقد كبرت وأشعر بوحدتي المتوحشة .حدقتي هرمة.إنني بعين واحدة وفقدت الأخرى في شجار.
يقولون لي : لك عيون كثيرة مبثوثة في كل جسدك .أنت ترى بجسدك وليس بعينيك.
أحيانا ،أقف أمام المرآة ..أغرس سبابتي في عيني المفقوءة ..وأصرخ و أصرخ .. ليس من الألم ، بل لتذكري الأحداث التي أصابتني.
ماالذي فعله ذلك الأخرق ..؟ هو حوار ساخن ليس غير . كنت متشبثا بفكرتي و كذلك هو. لكن المشكلة في السيطرة الغبية . هناك محنة في هذا العالم..محنة حصار بغداد: الحريات في الوطن العربي ..المجتمعات الاستهلاكية…القتل من أجل الجنس والشرف .. والحرب على الإرهاب .
كنت أود أن أحاور من غير قبضات .
ذلك الأحمق الكبير لكمني ثم غرس سبابته في عيني اليسرى .ماالذي سأفعله بعد ذلك.. كان علي ألا أتكلم بخفة وسخرية..لماذا قلت له ذلك ؟ لماذا ؟
أجدادنا ..كانوا يقتلون من أجل كلمة . وأنا أخاف أن أخسر عيني الأخرى أو يدي. هناك من فقد يده أثناء حوار سفسطائي ..لا أتذكر اسمه .لقد فقدها من ضربة عكاز حملت إليها الغر غرينا . الغر غرينا في روحي ..إنها تنتقل عبر الهواء من شخص إلى شخص آخر ..من رجل إلى طفل ومن طفل إلى رحم امرأة. حريتي أن أقول وأقول، إنه مجرد قول.. لقد أصبح الكلام كالرصاص يقتل ويسطو ويسجن . اللعنة على ذلك اليوم .أبدا لن أنساه . لقد تزامن قلع عيني مع سقوط برجي التجارة العالميين. العالم شاهد سقوطهما ولم يشاهد سقوط حدقتي .
بعد أن علقت عيني بظفر سبابته بصق عليها وزعق قائلا: كان علي أن أقتل تلك العين الوحشية منذ زمن بعيد. صرختي حينذاك ..لونت الجدران والأوراق والكتب والثياب والأجساد المصفوفة حول الطاولة المستديرة . لماذا قلت له ذلك .؟ لماذا قلت له:أيها الأعمى؟. وكنت أعرف أنه أعمى وأنه يضع عينين زجاجيتين بعد أن فقد عينيه أثناء حوار سفسطائي مثلما حدث معي.

You may also like

Leave a Comment

Soledad is the Best Newspaper and Magazine WordPress Theme with tons of options and demos ready to import. This theme is perfect for blogs and excellent for online stores, news, magazine or review sites.

Editors' Picks

Latest Posts

u00a92022 Soledad, A Media Company – All Right Reserved. Designed and Developed by PenciDesign