صيّاد الهمّ

صياد الهم

صرخ الملك بينما كان يسبح في النهر: لقد ابتلعت سمكة الهم.
هذه الجملة أثارت خوف الناس في المملكة . فعندما يبتلع الملك سمكة الهم ، فذلك يعني أن البلاد في خطر كبير.
الملك الآن حبيس غرفته لا يخرج إلا عند قضاء حاجة له ، أو فقط حين تغط حاشيته في نوم عميق .
مرت الأيام ثقيلة ،مرهقة. فعمّ القلق المملكة ، ودخل الحزن نفوس الأطفال المنتظرين أمام باب السيرك الذي لم يفتح لهم .
في أحد الأيام أراد شاب أن يدخل إلى القصر ، فأوقفه الحراس ، وسألوه عمّ يريد ؟
فأجابهم : أريد ما تريدونه وهو شفاء ملكنا الجليل .
لم يسمحوا له بالمرور، لكن وزير الدولة الذي كان يستمع للحديث طلب منهم أن يدخلوا الشاب إلى غرفة الملك المهموم، الذي قال له بصوت بائس عندما رآه : ما الذي أتى بك إلى غرفة الهم .؟
قال الشاب : سمعت أنك ابتلعت سمكة كبيرة، وهذه السمكة هي سمكتي ،وأريدها.
-إنك لا تستطيع أخذها مني ، فهي في البحيرة داخلي.
ضحك الشاب وقال للملك :لقد جلبت صنارتي الذهبية المسحورة القادرة على اصطياد الهم من قلب صاحبه ،وتقدم باتجاه فم الملك ، وفتحه ليضع شص السمك فيه.
وهنا قفز الملك صارخا : أنا لم أبتلع شيئا ،ثم أغلق فمه .
قال الشاب :أنا أصدقك ، ولكن هل يصدق الآخرون ما تقوله؟
عندها قال الملك بهدوء : حسنا أيها الشاب ، لتلك السمكة أجنحة ، وقد طارت إلى فم ملك آخر .
ضحك الملك كثيرا ، حتى أن قهقهته علت في سماء المملكة.
عاد الفرح من جديد إلى الناس ، وفتحت أبواب السيرك ، وأقيمت مهرجانات الفروسية. ويقال أنهم شاهدوا سمكة الهم المجنحة ، تضيء ليلا أمام نافذة الملك للحظة ، ثم شاهدوها تقفز إلى قلب الماء ، منتظرة أن يصاب ملك آخر بالهم .