التميمة
قال لي شيخ جليل عندما قرأ كفي: أنت رجل باطل ،ثم اختفى بعد أن وضع تميمة خضراء حول معصمي . لقد حيرني دخوله المفاجئ إلى غرفتي الوحيدة المطلة على الطريق برأسه المدور الضخم ووجهه الذي يشبه لحاء شجرة يابسة .ذلك الشيخ ، أصبح يزورني كل يوم ، يقضمني بنظراته الدودية ويختفي . وقد راعني ما حدث بعد ذلك فقد بدأت الخطوط في يدي تتشقق وتتسع ثم تمتد . لقد حاولت مرارا أن أخلع القطعة القماشية الخضراء الملفوفة حول معصمي.. وأن أمزقها لكن دون فائدة.. فقد علقت بجلدي الذي بدا يشع كالفسفور . أغمضت عيني وفتحتهما فوجدت أن الصحراء ابتلعت المدينة ولم يكن هناك غير قبور تفرغ من هياكلها وتضرب عظامها. فجأة انبثق من تحت الرمال رجال مطعّمون بالنياشين والأوسمة . اقتربوا مني ثم وضعوا احذيتهم السوداء ذات العنق الطويل فوق رأسي. أنا الآن وسط المدينة ، بالضبط وسط الساحة التي يشنق فيها اللصوص والخونة.. أشاهد جثتي تتدلى وتتأرجح في الهواء، وأرى الناس حولي يضحكون بكثرة على هذا الرجل الباطل الذي تطلع منه نباتات خضراء وكأنه حديقة معلقة