نظراً للانتقادات الشديدة التي تواجهها الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا من الفلاحين والمزارعين ,بشأن سعر شراء محصول القمح منهم , وخاصة بعد اعلان الحكومة السورية تسعيرتها الجديدة “400 ليرة” لكل واحد كلغ من القمح , قالت الإدارة اليوم السبت بأنها ترغب بشراء محصول القمح من المزارعين بـقيمة تعادل سعر صرف “الدولار” الأمريكي.
وقالت الإدارة الذاتية خلال مؤتمر صحفي عقدته بمقرها في مدينة الرقة شمال سوريا، إنها ستكشف لاحقاً عن التسعيرة الجديدة لشراء مادة القمح بعد توريد كامل المحصول من قبل المزارعين في شمال وشرقي سوريا.
ويرى المراقبون بان الادارة الذاتية اتخذت هذه الخطوة لامتصاص غضب الفلاحين الذين يرفضون التسعيرة التي وضعتها الادارة “315 ليرة” لكل واحد كلغ , ووجود فرق شاسع بين تسعيرتها والتسعيرة التي وضتها الحكومة السورية ,ولا سيما ان الادارة كانت قد باعت الاسمدة والبذور بالدولار للفلاحين.
وحضر المؤتمر الصحفي كل من الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي لشمال وشرق سوريا عبد حامد المهباش والرئيسان المشاركان لهيئة هيئة الاقتصاد والزراعة سلمان بارودو وأمل خزيم.
وحثّت الإدارة الذاتية كافة المزارعين بضرورة توريد محصول القمح إلى مراكز الاستقبال التابعة لها المنتشرة في شمال شرقي سوريا.
وكان قد وجه المسؤول السابق في الادارة الذاتية “اكرم حسو ” انتقادات لاذعة للادارة الذاتية بشأن تسعيرة القمح , وكتب على صفحته الشخصية على الفيسبوك يوم امس السبت :”الادارة الناجحة هي المتأقلمة مع الواقع المستجد وتواجهه بالحلول المنطقية بعد تخطي الدولار حاجز 2500 ليرة سوري فان تسعيرة ” 400 او 315 ” ليرة سورية للقمح وحتى تسعيرة 150 ليرة سورية لكيلو الشعير ايضا لم تعد عادلة ومنصفة ابداٌ ولن تجدي نفعا طالما تسعر هذه المنتجات بالليرة السورية التي لن تستطيع الصمود عند عتبة محددة مما يستوجب على المعنين الاسراع باتخاذ القرارات الجريئة لا جل انقاذ شريحة الموظفين المدينين والعسكريين والعمال وايجاد الحلول الواقعية لمشكلة القطاع الزراعي بدلا من التخفي وراء منع المزارعين والفلاحين وهذا ما يتطلب # الاعتراف بالواقع المستجد # والابتعاد عن الحجج والاوهام والاقاويل بان الابتعاد عن الليرة السورية له تداعيات سياسية ان التعامل بالدولار كحاجة مفروضة ولو” وقتية ” لحين ايجاد تسوية سياسية شاملة لسوريا سيلقي بإثار اقتصادية وسياسية ايجابية على واقع روج افا وشمال شرق سوريا من حيث تثبيت الاستقرار في الحالة النفسية والفكرية للمواطن وخلق ارضية ومناخ جيد لجذب الاستثمارات الداخلية من العمق السوري والمهم من كل ذلك ستكون من اهم الاوراق التفاوضية تجاه المعق السوري شمال سوريا اصبح واقع وحقيقة- روج افا تاريخ يتجدد “عفرين- كري سبي-سري كأنية – العودة المؤكدة”.
وفي منشور اخر قال حسو :”الاحتباس الغذائي الفجوة القمحية في السلة الغذائية في ” سوريا عامة ” ستصبح مثل ثقب طبقة الاوزون بتوسع متزايد ومخيف في القادم بظل تطبيق قانون قيصر والعقوبات المتعددة الاطراف وارتفاع تكاليف الانتاج عالميا والاسعار في البورصة والاهم من كل هذا “” ارتهان المنافذ الحدودية للمواقف السياسية “” ان انتاج القمح الجيد نسبيا في السنتين الاخيرتين يرجع بالدرجة الاولى والاساسية الى كمية الامطار الهاطلة وليس لأي جهة مهما ادعت وتحججت بأمور ان تعرض الامن الغذائي لمشكلة الاحتباس ستؤثر لاحقا بشكل كبير جدا في القرار السياسي ؟شمال سوريا اصبح واقع وحقيقة- روج افا تاريخ يتجدد “عفرين- كري سبي-سري كأنية – العودة المؤكدة”.
وتعمدت الفصائل الجهادية التي تحتل سري كانية / رأس العين , الى احراق محاصيل القمح والشعير والتي تعود ملكيتها للفلاحين الذين تم تهجيرهم بقوة السلاح , وخرجت مساحات واسع من الاراضي الزراعية هذه السنة من سيطرة الادارة الذاتية.
وتشكل الجزيرة السورية السلة الغذائية لعموم سوريا , وكان محصول قمح الجزيرة يكفي كل احتياجات سوريا ويتم توريده الى الخارج , لكن في السنوات الاخيرة تم اهمال الزراعة بشكل عام والقمح بشكل خاص , وباتت الحكومة السورية تستورد القمح من الخارج.