العودة إلى القبر
…….
يااصدقائي !إن الامر لا يصدق .هل يعقل أن يحدث هذا ؟.انا اراقبهم جيدا الآن .ربما اكون محط سخريتكم ،عندما أصف بدقة اجساد هؤلاء ووجوههم المتشابهة كليا . اذا قلت لكم انهم يشبهون مومياءات محنطة فصدقوا . كانوا عراة وجلودهم مجعدة منكمشة وبلا لحم . ووجوههم كالحة خالية من أية تعابير . إنهم يسيرون وكأنهم في عرض عسكري . الممرات غاصت بهم، وكذلك الأزقة والشوارع . لَمن الغرابة ، أن يتجمعوا هنا ، امام بيتي في الحديقة العامة . لم يتكلموا او يصرخوا او حتى يضحكوا .قلت متسائلا بيني وبين نفسي : هل هؤلاء من كوكب آخر ؟ فهم يشبهوننا كثيرا ، لكن قد تكون جيناتهم معدلة وراثيا ، او قد يكونون مستنسخين من خلية واحدة . ماذا يحصل في هذه اللحظة ؟. إنهم يرفعون رؤوسهم للأعلى ،ويتمتمون بشيء ما. ياالهي لقد اداروا جماجمهم، ثم صوبوا نظراتهم نحوي ، وكالمسرنم تبعتهم . انطلقت دمدمات من أفواههم ، وصارت الدمدمات ذبذبات والذبذبات امواج صوتية ،علت بالتدريج قليلا فقليلا ، حتى لم تعد تطاق . أحسست بالألم يسري في أذنيّ ..ورأسي . واعتقدت ان شراييني ستنفجر في الحال . وبإيماءة من الذين في المقدمة تحركنا نحو ساحة المدينة الكبيرة. كان إيقاع اقدامنا واحدا، كذلك دمدماتنا ذات الجرس المنتظم . وهناك امام ساعة أثرية تتوسط الساحة العامة ،وقع شيء غريب ، فقد دقت الساعة معلنة عن السادسة صباحا ،عندها اضطرب الجمع ثم صرخوا : نريد أن تعيدوننا إلى قبورنا . حاولت ان اهرب منهم ، فانا ما زلت شابا ولا ارغب بما يرغبون ، لكنهم ضيقوا علي ، لدرجة انني لم اعد أستطيع التنفس او الحركة. سمعت رجلا يقول بمكبر الصوت من بعيد : كم نحن سعداء بالذي تنادون به ، وسنلبي طلبكم على وجه السرعة . أبدا لن نتأخر عن تحقيق ما تتمنوه ، فقط تقدموا ببطء وهدوء. واندفعوا مسرورين الى الامام شاكرين الشرطة لأنها ستعيدهم إلى المقبرة القديمة .