لقد نسيت حلمي هناك.

….
جلست في خيمة العزاء ، لم يبدُ أنني فقدت تركيزي كله بفعل السكر، كان هناك نوع من التحدي لتحقيق التوازن في داخلي ، وانعكاسه على ما أفعله . مقابل الخيمة مباشرة تموضعت براميل فوق بعضها البعض بارتفاع طابقين ،إنها تمثل الحدود بين حيين ملتصقين . القهوة المرة قدمت للمعزين والشاي أيضا . واخذ الحديث بين الناس اتجاها بعيدا عن فضائل الميت وأخلاقه .وتركز حول المعارضة والمولاة ، وكيفية الانتصار في هذه المعركة على الطرف الآخر . لحظتها عوت قذيفة هاون على البراميل التي سقط اعلاها ، فانكشفت خيمة الموت للعيان ، واصبحت هدفا لمرمى النيران من الحي المقابل . هرب الجميع من قلبها واحتموا داخل بيوتهم. اما انا فاندفعت متعتعا بسكري ناحية المعتدي .خلعت قميصي الابيض ولوحت به .ضربت قذيفة ثانية المكان نفسه فسقطت أرضا ثم غبت عن الوعي. عندما حل الليل تسلل بعض الرجال الى مكان وجودي ، بحثوا عني بحذر وهدوء ، حتى وجدوني اخيرا . لقد كنت نائما داخل برميل اكله الصدأ والشظايا . حملوني وهم يعتقدون انني فارقت الحياة .. وادخلوني الى بيت صاحب العزاء . شخرت لحظتها فضحك الجميع . وحينما ايقظوني وقفت محملقا بهم بارتياب ، وقلت موجها حديثي نحوهم: هل أنا في الجنة ام في النار ؟. وهنا علا الرصاص من جديد فخرجت أيضا راكضا وانا ألوح بقميصي الأبيض الذي مازالت ممسكا به ، وأنا اصرخ : أوقفوا الحرب فلقد نسيت جثتي هناك بجانب البراميل مع حلمي الجميل . لم يسمعني احد او بالأحرى لا يريد أحد ان يسمعني ، لذا صرت اغني اعلى واعلى محاولا أن اسكت عواء القذائف والرصاص القادم من كل الاتجاهات.

https://kalamfisyassa.com

اترك رد