التنين
……..
رأت الوردة صديقتها الطفلة تبكي ، لفقدان أمها في الغارة الأخيرة للطائرات على مدينتها . ولأنها لا تستطيع الكلام ، فقد تفتحت مطلقة عطرا شذيا .
أحست الطفلة بانتعاش .. فقبلت صديقتها الوردة التي نجت مثلها من الموت ،وضمتها بين ذراعيها ,ثم أغمضت عينيها وهي تقول : رائحتك جميلة كرائحة أمي.
استيقظت الطفلة .. فوقع نظرها على حمامة ناصعة البياض واقفة على أحد الأعمدة المتهدمة . . وتحتها رأت قذيفة على شكل بيضة كبيرة لم تنفجر .. كتب عليها بلغة عربية واضحة (إليكم مع قبلاتنا).
حل الليل ، فدخلت غرفة مهجورة .. ونامت . وأثناء نومها حلمت بأن بيضة الصاروخ.. فقست تنينا .. حملها على ظهره .. وحلق بها عاليا
في الصباح حلقت الطائرات هادرة، وباضت بيوضا كثيرة فوق مدينتها . ناحت الحمامة وهدلت فوق صدر الطفلة.. التي لم تنهض من نومها ، ربما لأنها مازالت تحلم بتنينها الذي أخذها في رحلة إلى سماء بعيدة