ليبيا في مواجهة العاصفة الأخيرة

حين يكون الحديث عن ليبيا، تحضر دولة كانت في يوم قريب ملاذا لمئات الآلاف التي تتقطع بهم الطرق على هذا الكوكب، ليبيا التي اجتمعت فيها جموع من الناس الرائعين ما يكفي لملأ هذا الكوكب بالكرم والطيبة والمحبة والتسامح، ليبيا التي تدعو أهلها من الجيران للوقوف معها في المحنة الأصعب في تاريخها، ليبيا التي تواجه اللحظات الفاصلة بين أن تكون أو لا تكون أبدا.

من لليبيا اليوم؟

  • الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يعرف الواجب الملقى على كاهله، ليس غريبا عنه ذلك وهو ابن المؤسسة العسكرية المصرية، ابن المؤسسة التي حمّّلها التاريخ والجفرافيا واحدة من أصعب المهام في العالم، مهمة أن تكون صمّام أمان الشرق الأوسط، وكما لبّى الرئيس دعوة المصريين للخلاص من حكم الجماعة المتأسلمة، الإخوان المجرمين، ها هو يستعد لاستكمال المهمة ومواجهة إرهاب هؤلاء المأجورين فدماء المصريين والليبيين واحدة، ولن تتأخر مصر، قيادةً وشعبا، عن القيام بواجبها والدفاع عن أمنها القومي الذي يمتد شرقا حتى كيكليكية واسكندرون وجبال قنديل وغربا حتى فاس ومراكش ومكناس و:

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ

وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

أما في الجهة الغربية من ليبيا العزيزة، تونس التي بحجم قلب صغير، تعاني الصغرى من ثقل الجماعة الإجرامية، حيث حركة النهضة الإخوانية تعبث في سلامة تونس وأهلها، ترهن مستقبلهم لرياح الكراهية القادمة من زمن السفر برلك وسوق الناس كجواري وخصيان وخدم للسلطان العثماني، تفتح أبوابها لنقل الجراد الإرهابي من المرتزقة الذين أرسلتهم الكثير منهم إلى سوريا في يوم من الأيام لتعاود الكرّة وتعيدهم إلى جارتها ليبيا، لقد تحولت تونس إلى ملعب للحركة الأكثر حقدا على المسلمين وعامة البشر، حركة الإتجار بالأجساد ولكن أهل تونس لم يتركوا ولن يتركوا حثالات الخوّان المتأسلمين أن يستمروا ولا بد من فجرٍ يستعيد بهاء تونس وفرحها.

الجارة العزيزة الأخرى في الغرب، الجزائر التي تحاول جاهدا التعافي من مرور حوافر الإرهابيين على أرضها وحصاد السنوات المرّ، ما زالت تتعثر في خطوتها ويرتبك رئيسها الجديد، السياسي القدير، عبد المجيد تبون، وبين الخشية من زحف الإرهاب إلى الشارع ورغبة الدفاع عن الشقيقة ليبيا يبقى الموقف الجزائري محاصرا بالغموض والاسئلة الملتبسة.

ومن الجهة التي تشرق منها الشمس، يطلّ وجه الزعيم العربي، الشيخ محمد بن زايد، الوفي ابن الراحل الوفي، ليقول للعالم أجمع، ليبيا العربية لن تترك وحدها فريسة للذئاب، يقولها يحسم وما يقوله الشيخ محمد يفعله، هو صاحب اقتران القول بالفعل على خطى والده المغفور له، الشيخ زايد، يسير الرجل بثقة الحكيم الذي يعرف ما تحمله الأيام، يحتاط لنائبات الدهر، يأخذه حرصه على أهله أن يحمل بلاده من نجاح إلى نجاح، رجل يحقق ما يحلم به الآخرين، يصنع الأحلام والآمال ويطلقها من أقفاصها في الفضاء، ها هو مسبار الأمل الإماراتي يحدد مسار الأمل على هذا الكوكب المزدحم وبين مسبار الأمل ومسار الأمل يقف يدا مع يد مع أهل ليبيا غير آبه بالمخاطر.

يدا بيد يمضي الشيخ مجمد بن زايد مع ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان، ليعيدان تذكير العالم بأمة محمد التي أشرقت يوما على البشرية من شبه الجزيرة العربية، يعيدان مجد أجدادهم ويستعيدون دين جدهم العظيم، محمد صلى الله على وسلم، من أسر جماعات النهب والقتل والإفساد، لن يتركوا ليبيا وبكل الثقة سيحولون تلك الأرض إلى مقبرة للغزاة وقطاعي الطرق ويزرعونها أملا يكفي العالم.

فرنسا وروسيا واليونان، دول ثلاث لا يجتمعون إلا في خشيتهم من ذاك المتطير في الجريمة، رجب أردوغان، الذي يعيد خطوات القتلة المهووسين بحذافيرها، يمضي نحو الهاوية، وها هم دول العالم القوي يقرعون جرس الإنذار ولكن لا يثق الليبيون إلا بأهلهم، لا يثقون إلا بمن يريد سلامتهم ومستقبلا أفضل لأبنائهم وبلادهم، يثقون بأهلهم الذين لم ولن يبخلوا ولا عزاء لقطر المنسحقة تحت أقدام الإخوان وأردوغان

https://kalamfisyassa.com

اترك رد