البيان الأدبي١٠
حرية ،عدالة ،مساواة
………
العالم يخسر باستمرار ، فالمعاول تحفر في العمق المستقر لقلوبكم . الانقاض تدل على بصماتكم الثورية ، كما على أجسادكم المغلفة بالأكفان منذ الولادة . أنتم اخذتم ما يكفي من الجنازات والمشانق والسكاكين التي تحز الكلمات اليانعة ورقاب الشجر. ماذا فعلتم بالأنوثة الشفافة كالبريق، نطافكم كشوك السياج يجرح ولايخصب. لقد عاندتم الزمن فحددتم المكان الخطأ . وافشيتم سر نبوغ الطبيعة بقوة الرصاص . صرتم القتلة الأكثر بهرجة على الشاشات والمسارح والساحات والماركات العالمية ، وساحات الرقص ،وعروض الأزياء، وعلى الورق المقوى مثل رسوم الاطفال . اعلامكم ترفرف فوق مدافن الذاكرة والجماجم . انتم ولدتم في الجحيم ، ولم ترق لكم حفلة شواء مصغرة . لقد ركضتم في مسابقات النار، و الجرائم ، ورفعتم القلوب المسننة شعارا قابلا كل صورة لانواع التصفية الحسية . من أنتم ؟في النهاية التسمية أوهمت بالمسمى فصارت معتقلا للأوبئة والامراض والرؤوس المرفوعة على رماح الكلمات . الفرح بالنسبة لكم شرب الدم من كؤوس الأخوة . والحزن بالنسبة لكم تأجيل الارتواء ليوم الآخرة . كم تبهركم العيون المتألقة امام حوائط الإعدام وفي السجون وتحت الأحذية الحديدية وحدوات الأحصنة في مضامير السباق والرهانات الخاسرة على الحروب قصيرة النظر . أفسر سيطرتكم على الموت ، بالفطرة الخلّاقة التي تؤمنون بها .فأنتم من كبار الكسبة . الصغار لا يستطيعون التربيت برفق على كتف الحرية . كم من أياد قطعت من المرفق لتكون حكاكة لظهور الامراء والملوك والرؤوساء بالوكالة . شيمتكم التنزه ، واصابعكم تقبض على الاقفاص الفارغة لتكونوا على اهبة الاستعداء لملئها بطيور الزينة .. وضحايا الشهرة وأسود السيرك ومهرجانات العفة المغتصبة . مقصاتكم جاهزة لجز العشب والشعب المراهق . النهارات تغص بالضوء. الدم المتيبس على الجدران واغصان الزيتون والغار، لوحات معروضة للبيع في مزاداتكم اليومية. الدول مستنقع لحشرات ضارة ، تعرفون متى تجففونها ، ومتى تكون ارضا صالحة لعيش الحيوانات البشرية . نعرف ما انتم عليه ، لكن ما نعرفه أقل مما هو موجود في لمعان الماس في أصابعكم التي تجيد بيع العبيد في سوق النخاسة العالمية . نحاول جمع برادة الحديد والافكار والعواطف بمغناطيس ، ونسير الحكمة باتجاه واحد :الحرية والعدالة والإخاء. المومياءات لا يمكن ان تدير الحكم للابد . فطاسة الشحاذ صغيرة لا تتسع للحب عالي الذروة . انتظرونا ،فنحن سنفصل الحنطة عن الشعير ، ونقدم دماءنا ثمنا لرغيف الفقراء والحرية.
١_٨_٢٠٢٠