البيان الأدبي١٤
البيان الأدبي ١٤
في التربية
………
لا يمكن زحزحة الأرض عن مسارها ، كذلك الطريق الذي نسلكه ، فمبدؤنا مبني على هز العقول الراكدة وانقاذ الزمن المعلق بخطاطيف الذبائح.
الانسان في بيئتنا ولد خطا ، لذا تصحيح فكرة الرحم هي من اوليتنا . لابد من تشتيت سلطة الأب القديمة ، وتعميق الاثر الواضح للأبناء ، بلا ضجيج ماكينة الاحزاب السياسية والدينية والمجتمعية . هذا هو أوان رمي الاوساخ من الطابق العلوي . هل انتم جاهزون لرفع الانقاض عن مدننا ،وكذلك عن احلامنا التي تدل عليها نباتات سليمة المظهر؟. فالفكر المبني على فكرة التنقيط ضمن حقول مخصصة ، اكثر فائدة من اندفاع الماء الغزير في الأرض العطشى على المدى البعيد. ان السلام واجب في محيط العائلة ، ومن الضرورة تحيته بيد من لحم ودم لا بيد بلاستيكية او بفوهة مدفع. ان استعارة المعنى من الغابة البكر فكرة لم تولد ميتة ، وهي من اولويات دائمة الخضرة ، ولايمكن عزلها لمجرد ان الحرية من الاسمنت الخالص . فما معنى تعليق المشانق على الاشجار ، او قطع مسافة بعيدة للحصول على شهادة زور في الحياة .
اننا لانوثق سوى بالهدوء ، وكذلك بسريان الحب في القلوب ، وتشكيل الجمال بعيدا عن الخنادق ، والمعابد التي تهوى التنكيل بالمتقربين من الله اكثر من جمعهم في وحدة صهر الذهب .
لن نخطئ أبدا بعد الآن بتسجيل دفعة جديدة من المشاعر النامية كأنها حديقة خلفية للعالم المرتجف من الوقوف طويلا امام جدار الإعدام. إن السياسة الغاشمة حين تطبق فكرة التنمية ، ثم ترسم خطوط الطول والعرض بالدم .. ماهي إلا الاندفاع الأخير نحو المزيد من المقابر الجماعية والفردية .
١٧_ ٨_ ٢٠٢٠