البيان الأدب ٨
الرد على إعجاب السيد جوان ببياناتي
…………
يقول لي جوان تتر : عجيب ما تكتبه حقا …ولم تقتلني القنبلة التي رماها بين قدمي .كنت أعرف المدى المناسب لدغدغة شظاياه..لذلك حفرت بأظافري خندقا من الكلمات المعشبة…
الطاووس الذي يحمل حديقة أمام بيتنا ،هزّ زيله بفخر ،فتشكلت لوحات ، سوريالية عجزت عن فهمها .طاووسنا يشبهني قليلا ،فأنا أحمل هموما ملونة لايفهمها الآخرون.
قلت لجوان :أنا لست مثقفا ، وأكتب كحالم فقط … لدي أزمنة حلمية خاصة بي.. وبها أعبر الزمن الذي يروق لي . نعم هناك من يحتلني في الزمن .قد أكون مخطئا في ترتيب جسدي لحالة الإخفاء …وفهمي متعلق بتخفيض نسبة الكولسترول في الروح والذاكرة ..وأكل النباتات فقط مع الشعر .
الطاووس ،غافلني خفية ،وأنجب ثلاثة طواويس ،رغم إن حمص القديمة أصبحت تستنجد به وبي …. اللعنة عليه ،نطافي تمزقت ولم أستطع أن أنجب إلا قليلا من الجثث ،دفنتها سرا تحت جناحيه .
طواويسه الصغيرة ،صارت تدق في رأسي كل يوم مسامير طويلة ،كما يفعل الحداد الذي بجانب بيتي وكما تفعل الصواريخ العابرة وعينا جارتي الجميلتان .
سأدخل إلى عرين هذا الطاووس ،وأقطف مروحة من ذيله ،لأهش الضباب،والدخان ورائحة القتلى الذين لم يستطيعوا استئجار بيت لهم .
ثم أطير بعدها إلى الصحراء ،حيث أبني مكتبة فوق رأس جوان ، لا تتهدم عند اول هبة غبار ،أو خوار بقرة .
المكتبة قد تصير مستودعا للغة غير مفهومة ،عندها سأدع الجدران الطينية والحروف تراقص مخيلة جوان بلا توقف …. حتى يقع في نهر الفرات ويغير لونه كما يفعل أخطبوط مشاغب .
في الماء لن أتوقف عن ملاحقته …إلى أن يطلب مني ريشا ،لأصنع له أجنحة ليطير إلى سموات شعري .
ميلاد ديب -10-7-2013