الحرب الباردة وتداعياتها
الحرب الباردة ، يتردد هذا المصطلح كثيرا على أسماعنا هذه الأيام ، وهو مصطلح استخدم لوصف حالة الصراع والتوتر والتنافس بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في منتصف الأربعينات من القرن الماضي ، الفترة التي تلت الحرب العالمية الثانية.
على الرغم من أنهم كانوا حلفاء في الحرب ضد قوات المحور المتمثلة بهتلر وحلفائه ، إلا أنهم اختلفوا بعد الحرب على آلية بناء العالم الجديد، و بات كل قوة منها تخاف الأخرى من السيطرة على العالم ونشر الأفكار الخاصة بها.
فأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية لا توفر أية فرصة لمحاربة الشيوعية و حشد الحلفاء في أوربا الغربية و الشرق الأوسط، بالتزامن مع دعم المعسكر السوفيتي الفكر الشيوعي والحركات الشيوعية في أوربا الشرقية و أمريكا اللاتينية و جنوب شرق آسيا .
و بدأ سباق التسلح بين المعسكرين ، فأصبحت كل قوة تريد الاستحواذ على أكبر عدد ممكن من الرؤوس النووية وغزو الفضاء و البحث عن جميع الوسائل المتاحة لتدمير الطرف المضاد ، و ذلك دون إشعال فتيل الحرب المباشرة، التي كانت ستسمى بالحرب النووية إن وقعت وتسبب في دمار شامل لطرفي النزاع ، الأمر الذي جعل طرفي النزاع يتحفظوا على إشعالها.
ولكن هذه الحرب الباردة أدت إلى ظهور الجانب السلبي للتقدم العلمي المتمثل بصرف ترليونات الدولارات على تطور الترسانات العسكرية ، ربما لو صرفت هذه الأموال في مجالات علمية أخرى، لتجنبت البشرية اليوم مئات الألاف من الضحايا بسبب جائحة كورونا كأبسط مثال، ناهيك عن التغيرات المناخية في العالم نتيجة الكربون المتصاعد من المعامل الضخمة و المفاعلات النووية ، الأمر الذي شكل أزمة مناخية تستدعي الوقوف عليها من قبل جميع الدول بشكل جدي .
والتاريخ اليوم يعيد نفسه ، فها نحن على أعتاب حرب باردة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، نجهل كيف سيكون نوع السباق في التسليح الجديد في ظل هذا التقدم الهائل للعلم والتكنولوجية، وكذلك نجهل نتائجه الكارثية في المستقبل على العالم أجمع.