السيّاف
السيّاف
………
صرخ فينا : من يريد أن يموت أولا قبل الجميع . فرفعت يدي . نظر إلي نظرة متشفية ،وقال وهو يهز سبابته يمينا ويسارا . ستبقى للآخر. لقد بدأ بقطع رؤوس رفاقي ، التي كانت تتدحرج على الزفت الحار ،ثم ترمى فوق تجمع كبير لرؤوس يتصاعد منها بخار وردي .لمن الشجاعة حقا ،ان اقف بثبات هنا من غير أن اسقط ارضا من الخوف في البركة الحمراء ، بينما انتظر دوري . اللعنة على ذلك السياف الملتحي والمعتمر عمامة سوداء اللون وجلابية كالحة مائلة للزرقة.. فكلما شخب الدم بين قدميه تطلع إلي مبتسما . وأخيرا وقفت امامه وجها لوجه فابتسم لي ، ورددت على ابتسامته بابتسامة عريضة ، تحولت إلى ما يشبه الضحك . اقترب مني وهمس في اذني : لم تبتسم ؟ ، ألا تخاف من الموت ؟ ورويت له حلمي الذي لم ولن أنساه ، وعندما انتهيت من سرده له ، قلت له :هل عرفت الآن لماذا لااخاف ؟ رمى سيفه الذي كان يقطر دما ، وضمني والدموع تنز من عينيه ، فبكيت ايضا ، وعندما عرف الناس بالذي رويته له ،بكوا أكثر مما بكى . وعلى أثرها عفى عني مشرّع الولاية وسلمني ورقة مختومة بختمه وتوقيعه، تجيز لي التنقل في ارض المسلمين كلها ، وانطلقت دون أن ألتفت ورائي . اعتقد انكم تتساءلون عن ذاك الحلم الذي نطقت به لذلك القاتل . حسن سأخبركم بكل رحابة صدر :لقد شاهدت النبي محمد عليه الصلاة والسلام مقبلا علي بوجه يشع نورا مبهرا ، وبيده سيف أخضر مضيء ذو رأسين ، رفعه عاليا ،وقال لي : أسلم . وعندما قلت له : من انت ؟ اجابني عن طريق التخاطر : انا النبي محمد. فقلت له لحظتها : أنا مسيحي وأحبّ يسوع المسيحّ الذي صلب من اجلنا نحن الخطأة .. وهنا انزل سيفه راضيا ، وذهب دون ان يقول كلمة أخرى لي .
١٣_ ٨_ ٢٠٢٠