اليد الوحيدة الممدودة للسوريين.. اليد السخية الوفية
#سوريا_العربية_لن_تبقى_وحدها.. في هذه الظروف الحرجة الجملة التي لامست قلوب السوريين جميعا، لأنهم شعروا أن لديهم أهل يخافون عليهم، أهل في غاية الكرم والسماحة والتسامي، تسام كبير عن الصغائر والضغائن، اتساع التسامح بين الأشقاء الأحبة وغيرتهم على سلامة الأهل.
#سوريا_العربية_لن_تبقى_وحدها.. في المحن يظهر معدن البشر، المحن هي التحدي بين الأخ الشقيق والغريب وبين الصديق والعدو، في المحن يقول الأخ الشقيق لن أدعه لوحده، إما نعيش سويةً أو نعيش سويةً، سنواجه المحنة يداً بيد ونتجاوزها ولم يقلها أحد لأهل سوريا إلا الشيخ محمد بن زايد.
لماذا لم يقلها غيره ولماذا لم يلب أحد نداء السوريين المؤلم إلا أهل الإمارات وقيادتها؟ نستطيع القول إن هناك ثلاث مشاريع تتصارع على المنطقة وتصطدم فيما بينها كل حين وما تلبث أن تتوافق، أقصد هنا المشروع التركي والإيراني والإسرائيلي والذي أوصل الصدام أوجه في العام 2011 مع موجة ما أطلق عليه اسم الربيع العربي، وكانت الذروة في سوريا حيث تقاطع المصالح المباشر واصطدامها فوقفت اسرائيل إلى جانب تركيا عمليا بعد أن أمنت الدولة التركية ولاء جماعة الإخوان المسلمين عبر ممثلهم الذي يقبع على رأس الدولة، رجب طيب أردوغان، فيما وجدت إيران نفسها في مواجهة الحليفين فأطلقت يد ميليشياتها على الأرض السورية في مواجهة دموية مع ميليشيات تركيا الإسلامية، دفع الشعب السوري ثمن ذلك ووجد العرب والكرد السوريين أنفسهم أسرى صراع دموي دمّر بلادهم وحوّلها إلى مرتع بقايا ميليشيات دموية منكهة لم يبق أمامها إلا أن تمتص مما تبقى من دماء السوريين.
لم يعل في سوريا بتلك السنوات التسع العجاف إلا صوت القتل والدمار حتى بات جزءا من وعي أجيال كثيرة من السوريين وباتوا لا يعرفون غيره، لأن الخيارات المتوفرةلدى سوريا لا تسرّ أي كائن بشري يملك حدا أدنى من المشاعر الإنسانية، حيث معشر الدولة السورية المنهكة المتهالكة من أثقال الحرب وديونها وتفشي الفساد وتغلغله، يتحدثون عن انتصارات يئن تحت وطأة تكاليفها جميع السوريين بينما يذهب معشر ما سمي بالثورة إلى التمسك بجلابيب ذاكرة لم ترشح إلا سيول الدم ورائحة شواء اللحم البشري، فيما يذهب الكرد في سباق مع الماضي وكأن المستقبل يكمن في تلك الاستعادة الحزينة للمواويل ذاتها التي أودت بكل محاولاتهم عبر التاريخ إلى مآسٍ لم تأخذ حقها الكافي من الندب والعويل والبكاء. جاءت مبادرة الشيخ محمد بن زايد ليقول للسوريين أن هناك خطر يتجاوز مخاطر وأهوال الحرب التي أدمنوها، إن هناك شبحا يقضي على دول باقتصادات قوية وإدارات لا بأس فيها تستنجد ولا ترى من مستغيث في هذا العالم المشغول بلملمة جراح الوباء الذي يهددها، لكنها سوريا الشقيقة للإمارات العربية وأهلها الأشقاء ولن تترك وحيدة ولن يتركوا بمفردهم في مواجهة هذا الخطر.
#سوريا_العربية_لن_تبقى_وحدها.. الجملة تحمل الخير لكل السوريين وفي مقدمتهم الكرد الذين تستوقفهم صفة العربية اللاحقة بسوريا، وهنا نتوقف لنقول لهم وأي خيارات أخرى متوفرة في سوريا؟ هل هناك وجود لسوريا إلا ضمن أسرة عربية شاركت وتشارك الكرد الماضي والحاضر والمستقبل؟ يبدو أن هناك خلط غير مقصود لدى بعض الاكراد والذين تختصر تجربتهم السياسية ضمن ما توفر في سوريا من أحزاب استمدت حضورها من نتوء عروبي مشوه لفكرة عروبة سوريا تمثل بأحزاب البعث والناصرية وتفرعاتها والتي كانت على الضد من العرب والكرد وتجيّرت في خواتيمها لتنقسم بين المشاريع الثلاث المتصارعة، التركي والإيراني والإسرائيلي، نعم لقد استمدت الأحزاب والهياكل الكردية حضورها وفكرتها بالتجاور مع هذه التشوهات التي ضربت سوريا بالعمق وحولتها إلى ما تعيشه من حال هذه الأيام.
كانت ثمار عمل الأحزاب التي ادعت تمثيلها للعروبة وخيمة على العرب وعلى الكرد على السواء، ربما حال العرب السوريون يتجاوز في مأساويته حال الكرد السوريين ولعل الفضل في ذلك أن الأحزاب والهياكل الكردية لم تسعفها الظروف لتملك زمام الأمور في مناطقها وإلا فلنتخيل لو كانت الرموز الكردية التي نعرفها جميعا تحكم في مناطقها؟ كيف كان حال الكرد في ظل سلطة أي منهم؟ لنقارنها بحال سلطتهم على أحزابهم وكيف أداروها لنصل إلى نتيجة؟ لقد حولوا أحزابهم إلى ركام فكيف لو كانت سلطتهم على شعوب؟ ربما كنا سنترحم على حكم البعث والناصرية؟ الأحزاب القومية الكردية كانت نسخا مشوهة عن تشوه قوموي عروبي.
ليس لسوريا إلا الحاضنة العربية لأن غالبية سكان سوريا عرب حيث يشكلون أكثر من 80% وإن كان هناك رفض لهذا التوصيف الواقعي المستند إلى الاحصائيات فهي توصيفات نخبوية لا تمت بصلة.