“بنات كوباني” كلينتون توثق بطولة الكرديات في أول مسلسل من إنتاجها
“سرد غير عادي لنساء شجاعات متحديات ناضلن من أجل العدالة والمساواة”
عندما سيطر تنظيم “داعش” الإرهابي على أراضٍ واسعة من سوريا والعراق عام 2014، لم يكن أحداً يتوقع أن تشكّل بلدة تقع في شمال شرقي سوريا، المكان الذي تختمر فيه ثورة النساء وانتفاض قوتهن، ليس المعنوية فحسب، بل العسكرية. فمن كوباني، تلك القرية الكردية الصغيرة، تشكّلت قوة قتالية من النساء اللواتي كنّ إحدى ركائز هزيمة التنظيم الإرهابي.
تمرد، شجاعة، عدالة
قصص شجاعة وإصرار أولئك النساء التي تجسّد نواةً لمساواة حقيقية، ألهمت ليس نساء منطقتهن فقط، بل عبرت المحيط لتقرر وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون وابنتها تشيلسي إنتاج مسلسل تلفزيوني يرتكز على كتاب للمؤلفة الأميركية غايل تزيماش ليمون، بعنوان “بنات كوباني: قصة تمرد، شجاعة وعدالة”، الذي سيصدر عن دار نشر “بنغوين” الأميركية في 16 فبراير (شباط) المقبل، ويستند إلى مئات الساعات من المقابلات والتقارير الميدانية حول الكتائب الكردية النسائية التي قاتلت تنظيم “داعش” وهزمته في شمال سوريا.
وبحسب صحف أميركية، قالت كلينتون في بيان إن كتاب “بنات كوباني، سرد غير عادي لنساء شجاعات متحديات يناضلن من أجل العدالة والمساواة”. وأشارت إلى إنشائها شركة “هيدين لايت” للإنتاج للاحتفاء بالبطلات اللواتي غالباً ما يتم التغاضي عن شجاعتهن، و”لا يمكننا أن نشعر بسعادة أكبر من تقديم هذه القصة الملهمة إلى المشاهدين في جميع أنحاء العالم”.
وغايل ليمون هي مؤلفة لاثنين من أكثر الكتب مبيعاً في تصنيف صحيفة “نيويورك تايمز”، وحصلت شركة “هيدين لايت بروداكشينز” التي أسستها كلينتون وابنتها والمخرج سام برانسون، على حقوق تحويل كتابها حول المقاتلات الكرديات إلى مسلسل تلفزيوني. وأُنشئت الشركة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لإنتاج محتوى وثائقي للسينما والتلفزيون والمنصات الرقمية يركّز على الروح البشرية ويساعد المشاهدين على رؤية العالم بطرق جديدة، بحسب بيان التأسيس.
واستناداً إلى سنوات من التقارير الميدانية، قالت الكاتبة إن “بنات كوباني هي القصة التي لا تُنسى لنساء القوات الكردية اللواتي أصبحن على الأرجح جزءًا من أفضل أمل في العالم لوقف تنظيم داعش في سوريا. فمن خلال المساعدة في ترسيخ الهزيمة الإقليمية لداعش، الذي صدمت وحشيته تجاه النساء، العالم، لعبت تلك النساء دوراً رئيساً في تحييد التهديد الذي يمثله التنظيم في جميع أنحاء العالم”. وأضافت أنه “في هذه العملية، حصلت تلك النساء على احترام ودعم عسكري كبير من القوات الخاصة الأميركية”.
كذلك قالت “دار بينغوين” في وصفها لمحتوى الكتاب إنه “من منزل إلى منزل وشارع إلى شارع ومدينة تلو الأخرى، أصرّت تلك النساء على جعل مساواة المرأة حقيقة واقعة بقتال الرجال الذين اشتروا وباعوا النساء. وبالاعتماد على مئات الساعات من المقابلات، تقدّم الكاتبة النساء اللواتي يقاتلن في الخطوط الأمامية، مصممات ليس فقط على إخماد إرهاب داعش ولكن أيضاً على إثبات أن المرأة يمكن أن تخوض الحرب ويجب أن تتمتع بحقوق متساوية عند السلام”.
وأشاد عدد من العسكريين والمؤلفين، الذين اطّلعوا على محتوى الكتاب، بما يرويه من قصص بطولية تشهد على صدقيتها هزيمة التنظيم. وقال الجنرال جوزيف فوتيل، القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية، إن “نساء القوات الكردية أظهرن بطولتهن مراراً وتكراراً خلال الحملة الدولية ضد تنظيم داعش. كنت قلقاً دائماً من أن شركاءنا الأكراد السوريين لن ينالوا حقهم الكامل. هذا الكتاب الممتاز من تأليف غايل تزيماش ليمون يوثّق مساهماتهم بشكل مثالي. وأنا أوصي به بشدة”.
وقال الأدميرال ويليام مكرافين، قائد العمليات الخاصة الأسبق في الجيش الأميركي، الذي خدم في العراق، إن “الكتاب رائع للغاية ومكتوب ببراعة”، مضيفاً أن “بنات كوباني يجب أن يقرأه أي شخص يريد أن يفهم نبل ووحشية الحرب. هذه واحدة من أكثر القصص روعة في الحرب الحديثة”.
من جهة أخرى، أشارت الكاتبة الأميركية الشهيرة إليزابيث غيلبرت، مؤلفة “السحر الكبير” و”طعام، صلاة، حب”، الرواية التي تحولّت إلى فيلم من بطولة جوليا روبرتس، إن “بنات كوباني قصة لا تُنسى وتكاد تكون أسطورية عن قوة المرأة وشجاعتها، إذ خاضت الشابات الموصوفات في هذا الكتاب حرباً مخيفة ضد رجال متوحشين في ظروف مستحيلة. وأثبتن في هذه العملية ما يمكن للفتيات والنساء تحقيقه عندما تُتاح لهن الفرصة للقيادة”. وأضافت أن “هذا الكتاب الذي يستند إلى بحث بارع، هو درس في البطولة والتضحية والمعنى الحقيقي للأخوّة. أنا ممتنة جداً لسرد هذه القصة”.
المصدر: اندبندنت عربية
الكاتب: إنجي مجدي