حديث الأحذية
حديث الأحذية
…..
مجموعة أحذية في زنزانة .. مجتمعة بشكل دائري . . تحيطها هالة ضوئية آتية من فتحة في أعلى الجدار العالي .
الحذاء 1 : حكموا علينا بالمؤبد نحن أبناء هذا البلد
(الأحذية كلها بصوت واحد : حكموا علينا بالمؤبد نحن أبناء هذا البلد .)
الحذاء 1: كم أنا مشتاق لقدمي صاحبي اللتين تشققتا على الرمال وتحت الشمس الحارقة؟
الحذاء 2: ماذا أقول أنا عن قدمي صاحبي اللتين لهما إيقاع خاص مثل نبض قلبه .. وكأنهما تعزفان الموسيقى حينما تتحركان .
الحذاء 3 : لقدمي صاحبي رائحة كرائحة التراب عندما يهطل المطر أول مرة عليه
الحذاء 4 : أكابر إذا قلت لكما: إن أظافر قدمي صاحبي لم تكن تجرحانني .. عندما كانتا تطأان الصخور المسننة في مقلع الحجر حيث كان يعمل .. فينزف جلدي طويلا.. ولكن دماء الشرف ، خير من عطر الخيانة .
الحذاء 5 : أشعر برغبة شديدة بالتمرغ بقدمي صاحبي الموحلتين .. وبدغدغات البذور المنسية التي كانت تنبت بين أصابع قدميه.
الحذاء 7 : أتذكر قدمي صاحبي الصغيرتين و المقيدتين بقوة إلى وتد خشبي. انظروا إن آثار القيد مازالت واضحة حول عنقي الطويل.
الأحذية جميعا : إنها ظاهرة للعيان .. ويمكن أن يراها أي إنسان .
الحذاء 8: لقد ثقبوا جسدي برصاص كثير . وتذكرت قدمي صاحبي اللتين نطقتا باحتضار : حذائي أشرف وأقدس من دمكم الفاسد .
الحذاء9 : كلنا في الهم واحد . لصاحبي قدمان ضربتا بالعصا حتى أصابتهما الغر غرينا ،لأنهما خرجتا بمظاهرة مع آلاف الأحذية الأخرى .
في الخارج صوت خبطات أحذية لها إيقاع واحد ورتيب .
الأحذية جميعا : أحذية عسكرية تدق بكعوب قلوبها لا ترق
(يفتح باب الزنزانة الحديدي .. ثم يوضع على الأرض صندوق زجاجي داخله حذاء يلمع جلده على الرغم من كثرة الكدمات عليه .)
الحذاء 1 : من أنت أيها الرفيق الجديد .
الحذاء في الصندوق الزجاجي : انا لم أكن إلا أنتم حينما رفست رئيس أكبر دولة همجية في العالم
(الأحذية بصوت واحد) لقد عرفناك .