حروب فيروس كورونا القادمة
يسلط الإعلام العالمي الضوء على تفشي فيروس كورونا في العديد من الدول الأوروبية وأمريكا، فيرى أن الأوضاع هناك تشهد تفاقما مستمرا، يبدي عامة الناس استياء وغضبا شديدين إزاء أداء السياسيين في مواجهة الوباء. ، حيث ظهرت الدول الأوروبية كفرنسا وإيطاليا وأسبانيا ومعهم الولايات المتحدة الأمريكية عارية من كل الشعارات التي ارتكزت عليها في دعايتها من قدرة لا توصف على حماية مواطنيها ومصالحهم ومستقبل أبنائهم ، إذ ظهرت بمظهر الدول التي لا تملك أي قدرة لحماية مواطنيها في مواجهة الفيروس، فقد فرغت الصيدليات والمستشفيات من مواد الوقاية والكمامات وأصبحت تباع في مناطق الأغنياء بأسعار يعجز عنها الغالبية العظمى من مواطنيها
وسط هذا الخلط العجيب من التراكيب الأوروأمريكية من الحشو الإعلامي حول مخاطر الفيروس والتهويل وضرورات العزل الاجتماعي والحجر المنزلي والالتزام بالتعليمات والمعلومات المتضاربة التي تبث عبر الشاشات وفي وسائل التواصل الاجتماعي ذهب الكثير من المسؤولين البارزين في الحكومات والبرلمانات الأوروبية و البيت الأبيض والأجهزة الاستخبارية ووزارات الدفاع وأعضاء الكونغرس في شن جولات من هجمات الرأي العام لتشويه سمعة الصين والتهرب من فضائحهم ونقلها إلى الصين لجعلها كبش فداء كمحاولة سمجة لاستغلال الموت لإثارة المشاكل بين الصين وسائر بلدان العالم وتحقيق أهداف احتوائها.
كنت شاهدا على سماع شكوى أحد المشرفين على أمور الصيادلة في فرنسا وهو يشكو من انعدام الكمامات والمعقمات على شاشة أحدى الفضائيات الفرنسية فيما كانت إحدى الصيدليات القريبة إلى محل إقامته تبيعها بأسعار مضاعفة ولكنه لم ينسى أن يرمي السبب الأساسي هو إلى ملعب الصين بعدم اعترافها بأعداد الضحايا!
استخدام ضحايا مرض كوفيد-19 كأداة سياسية للضغط على الصين في الوقت التي يحمل الصينيون المساعدات إلى كل دول العالم ” يسرقونها من بعضهم كما حصل في بلغاريا حين سرقوا المساعدات الصينية المتجهة إلى إيطاليا” أمر يثير التقزز لدى كل ذي عقل ، لأنه أولاً. لا يفيد في الحد من تفشي الوباء في البلاد الموبوءة بساستها. أما السياسيون الذين يحاولون الاستثمار في الأزمات الوبائية عبر نشر أكاذيب، من المفترض أن يسقطوا في مستنقع أعمالهم حين يعرّضون أعمال الملايين من مواطنيهم وحياتهم للتدمير بسبب جعشهم وتوحشهم.