ريف دير الزور.. داعش يتعافى سراً والأهالي في رعب

كلام في السياسة / وكالات

تعود التوترات الأمنية مجدداً لبعض البلدات الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية في ريف محافظة دير الزور السورية والواقعة على الحدود مع العراق، نتيجة الانتشار المتزايد لخلايا تنظيم “داعش” في تلك المناطق، الأمر الذي يشكل تهديداً جديداً للسكان خاصة أن جماعاتٍ سرية للتنظيم تحاول إرغام بعضهم على دفع مبالغ مالية دون أسباب.

ويواصل عناصر تنظيم “داعش” مهامهم بشكلٍ سري في بعض بلدات دير الزور، في حين تداهم قوات سوريا الديمقراطية بين الحين والآخر، بعض مقرّاتهم السرية بتغطية جوية من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم.

العودة السرية

ووفق معلوماتٍ حصلت عليها “العربية.نت” فإن “مقاتلي التنظيم يرعبون السكان في تلك المناطق بطرقٍ مختلفة، منها تفجير قنابل صوتية أمام أبواب بيوتهم، وكذلك تهديدهم بالقتل لإرغامهم على دفع أموالٍ لهم”.

وبحسب المعلومات، فإن “مقاتلين سابقين من تنظيم داعش يجبرون بعض السكان في أرياف دير الزور على دفع الزكاة للتنظيم ويحاولون استعادة قوتهم بشكلٍ سري”.

وقال أحد السكان عبر تطبيق “واتساب” لـ”العربية.نت” إن “مختلف مناطق دير الزور غير آمنة”، مضيفاً أن “بعض الأشخاص الذين كانوا في صفوف داعش سابقاً، يطالبون بعض التجار والأشخاص ميسوري الحال بدفع مبالغ كبيرة لهم، وحين يرفضون ذلك، يقدمون على قتلهم في ظروفٍ غامضة أو يفجرون بيوتهم”.

وبحسب السكان، فإن أسباب هذه الفوضى الأمنية، تعود لوجود عدّة أطراف عسكرية في المنطقة إلى جانب وجود خلايا نائمة لتنظيم داعش وجماعاتٍ أخرى في عموم مناطق دير الزور.

خارطة القوى في دير الزور

وتتوزع خارطة القوى في دير الزور بين قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على عدّة بلدات في ريفها، وبين قوات الأسد التي تسيطر على مركز محافظة دير الزور بالإضافة لمدينتي البوكمال والميادين، ويشارك قوات الأسد في السيطرة على هذه المناطق ميليشيات إيرانية وقوات روسية.

ويشير المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له إلى أن نحو 135 شخصاً مدنياً قُتلوا في محافظات دير الزور والحسكة والرقة، ومنطقة منبج، على يد مجهولين يُعتقد أنهم خلايا نائمة لتنظيم “داعش”.

ويوم أمس، قُتل 4 عناصر من قوات الأسد والميليشيات المدعومة من إيران التي تساندها، في بادية دير الزور بعد اشتباكاتٍ مع مجموعات لتنظيم “داعش”.

أوضاع معيشية قاسية

وإلى جانب الفوضى الأمنية في أرياف دير الزور، يشكو السكان من سوء الأوضاع المعيشية وسط عدم تمكنهم من الانتقال بسهولة بين بلدةٍ وأخرى، لتنوع الجهات العسكرية المسيطرة عليها والتي تفرض كل منها قوانينها الخاصة.

ويعتمد السكان في أرياف دير الزور على المواد المهرّبة، حيث تنشط عمليات تهريب المواد الغذائية والمحروقات بين مختلف المناطق عبر ممراتٍ مائية على نهر الفرات، ومعابر بريّة غير شرعية.

افتتاح معبر الصالحية

وقبل ثلاثة أيام تم افتتاح معبر “الصالحية” الذي يربط مناطق قوات الأسد في دير الزور بمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية شمال المدينة.

وقالت مصادر مطلعة لـ “العربية.نت” إن “افتتاح المعبر جاء بأوامر روسية بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئة لدمشق”.

وأضافت المصادر أن “موسكو ستعمل على افتتاح عدّة معابر جديدة في الأيام المقبلة لتسهيل حركة السكان بين منطقة وأخرى”.

اترك رد