ساره شيخ علي: أين تكمن خطورة إختيار توكل كرمان؟

بسؤال مفتوح “أين تكمن خطورة اختيار الإخوانية توكل كرمان؟” تطرح Sarah Sheikh Ali على صفحتها على الفايسبوك:

كتبت مبارح انو اختيار فايسبوك اليمنية توكل كرمان لعضوية لجنة الإشراف على المحتوى الجدلي يشكّل خطر على المحتوى العربي المتعلق بقضايا النساء. وبررت هيدا الشي بإنو كرمان “إخوانية” ولجماعة الإخوان موقف رجعي ومتخلف وسلطوي من قضايا المرأة وعطيت كمثال بيان الإخوان المسلمين في مصر الصادر في 14 آذار 2013 الاستباقي للإعلان الأممي المتعلق بحماية المرأة من العنف والاغتصاب اللي تصادق عليه يوم 16 آذار 2013.

بعض التعليقات تراوحت ما بين شتائم واتهامي بإني لاعقة أحذية الديكتاتوريات العسكرية، وانو عندي إسلاموفوبيا، إلى تعليقات مضمونها بإنو كرمان مش إخوانية وإنو كرمان مدافعة عن قضايا المرأة.

سكرت البوست مش خوفاً ولكن لأن مش دايماً الإنسان جاهز لتلقي الشتائم والإتهامات والجدل بالبديهيات. بس حاسة انو لازم وضح كم نقطة:

1 – توكل كرمان اخوانية وعضو مجلس شورى في حزب التجمع اليمني للإصلاح الذراع اليمني لجماعة الإخوان (اتعلّقت عضويتها بمنتصف 2018). بعد وفاة الرئيس الأسبق محمد مرسي شاركت إلو كرمان عالتويتر صورتين مع تعليقين واحد منهم “آخر الأنبياء” والثاني “صلوا عليه وسلموا تسليما” عدا عن تاريخ من التصريحات الداعمة للإخوان.

وجماعة الإخوان بالمطلق وحزب التجمع اليمني خصوصاً، مواقفهن من قضايا النساء وحقوقهن، موقف رجعي ذكوري سلطوي بالرغم من وجود دائرة للمرأة في حزب التجمع.
ما رح احكي كتير بهالنقطة ولكن هيدا رابط البيان الأساسي للتجمع اليمني خلينا نشوف شو مقاربتهن لقضايا المرأة، وبالتعليق الأول رابط حول محتوى بيان الإخوان المشين اللي ذكرته سابقًا.
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=15

2 – هل يكفي انو نذكر كلمة “تمكين المرأة” و”حقوق المرأة” لنكتسب حصانة وقدسية؟
كرمان نعم بتدعي لتمكين النساء اليمنيات وصحفية وناشطة شجاعة. ولكن هل سمعنا منها نقد أو تحليل عميق لمواقف الإخوان من قضايا النساء؟ولا مرة.

العنف الأسري، الاغتصاب الزوجي، منع تعدد الزوجات، حرية الجسد، الحقوق المدنية والسياسية، التساوي بالإرث، المشاركة بدل القوامة، الهوية الجنسية، الزواج المبكر، الحقوق عند الطلاق، حق الحضانة…هيدي المسائل هي اللي عم نناضل كرمالها كل يوم وما بتتحقق مساواة بالمعنى الحقيقي دون التطرّق إلها. وهيدي المسائل كلها، مرفوضة بالمطلق أو يجزئها ويستنسب منها الفكر الإخواني ما يعزّز السيطرة الذكورية والدينية على حياة النساء.
النسوي هو السياسي، ما بينفصلو. لذلك اعتبار مواقف كرمان من قضايا حقوق المرأة منقوصة وقابلة للتشكيك، هو شي مشروع.

لأن نفس اللي مبارح اعترضوا واعتبروا اني عم اخلط المسائل ببعضها، بيهاجمو نوال السعداوي رغم ما قدمت للفكر النسوي بالعالم العربي، ورغم تقدمية طروحاتها، بسبب موقفها الداعم لنظام السيسي الديكتاتوري. وهني معهن حق بهيدا الشي.

3 – هل اذا انتقدنا الإخوان بنكون عم ندعم العسكر؟ في ناس ضيقة الأفق هيك بتعتبر لإنها شايفة انو الخيارات هي دايماً ثنائية.

رأيي الشخصي انو التنين أسوأ من بعض. ورغم انو مظلومية الإخوان في مصر مبررة ومفهومة بسبب اللي اتعرّضوله من تصفيات واغتيال سياسي ومعنوي وقمع وملاحقة من نظام السيسي، لكن هيدا ما بيعطيهن حصانة من النقد ولا يلغي انو اجتماعيًا وفيما يتعلّق بقضايا النساء خاصةً وقضايا حقوق الإنسان عامةً يتبنون مواقف لا تقل رجعية عن رجعية الأنظمة الديكتاتورية، وانو بيحاولوا يصادروا المظلومية كل الوقت ونادراً ليعترفو بمعاناة غيرهن. شو موقف إخوان مصر الرسمي من المعتقلين اليساريين ومن قمع السلطات للتيار المدني في مصر ومن قضية ماهينور المصري وملك الكاشف وسارة حجازي وغيرهن المئات من المصريات اللي اعتقلهن ولاحقهن نظام السيسي؟

4 -بـ 27 مارس 2019 دعت توكل حزب التجمع اليمني للإصلاح للتحالف مع الحوثي وقالت “الجزيرة العربية ستكون مديونة لهم إن فعلوا ذلك”. طبعاً نحن عم نحكي عن نفس الحوثيين المتهمين بجرائم القتل والإبادة واغتصاب مئات اليمنيات.

5 – اختيار توكل كرمان كما اختيار كثير من الشخصيات العربية لتمثيلنا في المنابر الدولية عم يعكس أمر خطير: الغرب يختار من يناسبه هو لا من يناسبنا ومش عم يتم اشراكنا بهيدي المنطقة باتخاذ القرارات ولا عم نُمثَّل (بأغلب الأحيان) بأشخاص بيحملو همومنا ونضالنا ومعاناتنا كشعوب ويطرحوها بشفافية وموضوعية ونديّة، وكأن المقصود هو تقديم هيدي الصورة عن المنطقة العربية.

6 – فايسبوك وغوغل ويوتيوب وغيرهن، عم يمارسو علينا رقابة وينتهكو خصوصيتنا ويحللو بياناتنا ويراقبوها وينتهكو حقنا بحرية التعبير متل حملة تسكير الحسابات السنة الماضية دون إنذار وإغلاق حسابات وحذف منشورات تتضمن علم فلسطين…
https://www.amnesty.org/…/google-facebook-surveillance-pri…/

وبشهر 5 سنة 2017 نشرت الغارديان وثائق داخلية مسربة من شركة فايسبوك تتعلق بالقواعد الداخلية للتعامل مع المحتوى اللي ينشر على منصتها، عن كيف تتعامل الشركة مع قضايا مثل خطاب الكراهية والإرهاب والعنف..

لكن أحد أقسام هيدا الدليل كان جدلي لأنه يحدد أنه مقبول على سبيل المثال انو ينكتب “لنضرب الأطفال السمان” أو “اركل شخصا شعره أحمر” أو “كي تكسر رقبة عاهرة، تأكد أن تطبق كامل ضغطك على منتصف الحنجرة” ولكن يمنع نشر عبارة مثل “ليطلق أحدهم النار على ترمب”.

هيدا بيعني انو الرقابة في فايسبوك قائمة على المعايير السياسية ومش الحقوقية. وبظل وجود شخصية مسيّسة غير محايدة ومتقلّبة متل كرمان، أعتقد انو رح يتعزّز هيدا النوع من الرقابة وبالتالي رح يؤدي إلى تضييق أكبر على مساحات التعبير ومش رح يخدم قضايا النساء.

https://kalamfisyassa.com

اترك رد