قبل ان تفارق الحياة
حقا إنه من الغرابة ان يحدث هذا . هنا في هذه الساحة المكشوفة وتحت شجرة زنزلخت . حاولت ان أغض بصري ، وأن امضي من أمامها ..لكنها رفعت يدها واشارت لي بأصابعها النحيلة كي آتي بسرعة . خببت نحوها بكامل سلاحي . رفاقي قتلوا في الخلف .. والبيوت تهدمت والمدينة مهجورة .وبحلقت في جسدها الفارع الممدد على التراب المحترق.
وجهها بدا أصفر مثل زهر البابونج . وعيناها شاحبتان باردتان . عندما قلت لها ما الذي جاء بك إلى هنا؟ فغرت فاها محاولة التكلم معي ، رفعت سبابتها قليلا إلى الأعلى ،لكنها انتفضت بقوة وشهقت شهقة طويلة وماتت . ابتعدت عنها بعد ان علا صوت رصاص قريب ، وانا أفكر بذلك الشي الذي أرادت أن تخبرني به تلك المرأة قبل ان تفارق الحياة.