لجسدي المعتم
صديقتي هرست الكثير من العصافير في أذني ، وكانت تتقن حياكة الريش وصنع الأجنحة من النسيم… لكنها عجزت عن إبعاد النسور عن سرتها..
سأرمم ثديها الأخر ،فهو معقل الموتى ، لن أجعل المقبرة تظهر، أو تتكلم عاليا..كم كرهت أن تبقى بلا مأوى ، كم كرهت أن تحبل بفريسة.!
الغابة السرية جحدتها تماما ، رغم أنها حدقت بها كثيرا ، حتى طلع منها الشجر والأرواح الباسقة . لن أتبع غريزتي المهترئة ، لن أوصي بشيء لجسدي المعتم .. ولن أهدي النجوم لأحد … سأفعل شيئا ضد نفسي … سأفعل شيئا لا يحتمل … شيئا بلاشيء .
الطريق متقيح ، الغابة متقيحة ، الأجساد متقيحة ، الحناجر متقيحة … العيون متقيحة ، القلوب متقيحة ، الأرواح متقيحة … والوطن متقيح … كذلك أصابعي فوق الأثداء.
قلبي الذي استعارته حبيبتي يوما ،لم تعده لي كما وعدتني ، ربما لأن الجدران لم تتوقف عن السقوط … أولأن الحرب مازالت مندلعة على رقعة جلدها.