مانديلا نضاله لأجل الإنسان…
“نحن لسنا أحراراً بعد، نحن فقط وصلنا لحرية أن نكون أحراراً ”
“الرجل الذي يحرم رجلاً آخر من حريته هو سجين الكراهية والتحيز وضيق الأفق”
أقوال قالها مانديلا.
نيلسون مانديلا، الرجل الذي عانى كافة أشكال التمييز العنصري والعبودية نتيجة لون بشرته السوداء وناضل في السجون لأكثر من عشرين عاما، وقاد ثورة شعب حتى نال حريته ولكنه كان يعلم أن الحرية الحقيقية هي أن تتحرر من أفكارك السلبية تجاه الآخرين سواء كان تعصباً لأسود علي أبيض أو العكس فكلاهما كان بنظره سواء فالأسود الذي يتعصب لسواده لم يكن بنظره أفضل من الأبيض الذي يتعصب لبياضه، لذلك كانت جميع أقواله على الأغلب تحث على محبة الآخر هو الذي كره حكومات البيض وسياساتهم وأحبّ شعوبهم، هو الذي ناضل لأجل حرية الإنسان على إختلاف بشرتهم وعندما ينسب مانديلا وأفكاره لأجل حرية أصحاب البشرة السوداء برأيي هذه جريمة ترتكب بحقه، نعم هو من قال ” ليس إنسانا من يهان أمامه إنسان ولا يشعر بالإهانة” فهو ناضل من أجل الإنسانية و نبذ التعصب والكراهية وناضل من أجل أن تسود المحبة بين الشعوب، و هو الذي من حقه أن يحقد ويكره لما لقيه من ظلم وقهر وسجن على يد ظالميه، ولكنه لم يحمل في قلبه ذلك الحقد والكره، فأبن نحن منه اليوم وقد جمعنا نفس اللون ونفس الدين فلماذا لا نأخذه مثالاً لماذا نحتذي دوماً بالشخص الخطأ و نحمل في قلوبنا الحقد وبإمكاننا أن نغمره بالمحبة لماذا نحرق الشعوب بنار أوقدتها الحكومات أما آن لتلك النيران أن تخمد إلى الأبد ونعيش بدونها أم أنها أصبحت منّا ولم نعد نستطيع الاستغناء عنها كالهواء الذي نتنفسه؟
أسئلة كثيرة تراودني ولكن لا أجد لها أجوبة وحين أطرحها وكأنني أطرح نوعا من الممنوعات يتهرب منها كل من يسمعها
ألهذه الدرجة أصبحت المحبة منبوذة لدينا أم أن قلوبنا ألفت الحقد والكره ونبذت المحبة
علي برجس